لبنان
28 حزيران 2024, 10:20

"جريمتك هي البراءة، وقد دفعتي الثمن لإصلاح القضاء والعدالة": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
أُقيم في الصرح البطريركيّ في بكركي، إحتفال لمناسبة اليوبيل الفضّيّ لإعلان براءة أنطوانيت شاهين صليبا، برعاية الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للكنيسة المارونيّة وهو منح صليبا وسام مار مارون في حضور الوزيرة السابقة أليس شبطيني ممثّلة الرئيس ميشال سليمان، والنائبة ستيريدا جعجع ممثّلة رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، وفاعليّات سياسيّة وثقافيّة ودينيّة وحزبيّة وعائلة شاهين.

 

إستهلّ احتفال منح أنطوانيت شاهين صليبا وسام مار مارون  بكلمة للمطران غي بولس نجيم، قال فيها "إنّ قرار البطريرك الراعي يبلسم قلوب الكثيرين من اللبنانيّين المجروحين اليوم في كرامتهم لأنّه يرفع شأنهم عاليًا في نضال الشعوب على درب الإنسانيّة، ويمنح ابنة أرضهم أنطوانيت وسامًا احتفاءً بشجاعتها وصلابتها في نضالها الطويل، من أجل إلغاءٍ كلّيّ للتعذيب في السجون والحكم بالإعدام في القضاء، إقرارًا بتعالي الكرامة البشريّة وعدم قدرة أحد المسّ بها".

وقال المطران غي نجيم: "أنطوانيت هزّت شعوري بشدّة منذ رأيتها للمرّة الأولى لأنْ لا شيء في تصرّفاتها ولا في أقوالها ولا في هيئتها يشير إلى أنّها قاتلة، هي، بالعكس، تشعّ براءةً وحسنَ أخلاق".

أضاف المطران: "علمت أنّها عذّبت جدًّا وما تفوّهت يومًا بكلمة قاسية بحقّ جلّاديها. صلّت دائمًا من أجلهم ويشهد على ذلك كتابها "جرمي البراءة" والنداءات التي لا تكفّ توجّهها اليوم في أنحاء العالم كلّه إلى الجميع كسفيرة لجمعيّة "الرابطة المسيحية للقضاء على التعذيب"(ACAT)، وهي على حقّ، البشر إخوة وإن زلّ أحدنا فردًا كان أم جماعة، ليس لنا أن نرذله بل أن نرى كيف نصلحه ونتصالح معه".

وختم المطران غي نجيم: "أبانا البطريرك، إنّي أسمع في دعوتك إلى تكريم أنطوانيت نداءً موجّهًا إلى اللبنانيّين جميعهم، وبنوع خاصّ إلى أبناء كنيسة المسيح لاستعادة أبناء وطنهم على صخرة المغفرة إيمانًا بالله وحبًّا بالإنسان".

 

بدورها قالت أنطوانيت شاهين: "رهبة كبيرة أشعر بها اليوم وأنا أتسلّم وسام مار مارون، هذا الناسك الذي أتباعه انتشروا في الدنيا ونشروا الإيمان والحقّ والصلابة والنجاحات، وأستلم هذا الوسام الغالي من يد أبينا البطريرك الراعي حامل هموم لبنان وأتباع مار مارون واللبنانيّين كلّهم، وهذا فخرٌ كبيرٌ لي في اليوبيل الفضّيّ لبراءتي، لقد زرتني في وزارة الدفاع وكيف لي أن أنسى كيف سألت عني. الشكر قليل عليك ونأمل أن تتحقّق آمالك التي هي آمالنا جميعًا".

أضافت أنطوانيت: "يتمّ تكريمي في أغلى الأماكن على قلبي، وكم من مرّة ومرّة صعدت أمّي على درج بكركي وعلى مدى خمس سنوات من الظلم، للقاء أبينا مثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان يستقبلها دائمًا لسماع وجعها وألمها مثلما سمع الآم أهالي المعتقلين كلّهم آنذاك. وصارت بكركي ملجأ للوالدة همّها الوحيد إيصال صدى الظلم والعذاب الذي كنت أعاني منه، ومنذ 25 سنة رافقت أمّي إلى بكركي للقاء أبينا البطريرك صفير لشكره، فكان تعليقه الأوّل "إمّك هي اللي كانت محبوسة مش إنتي".

 

وشكرت أنطوانيت المطران نجيم ووصفته بالملاك الحارس،  

وشكرت النائبة ستريدا جعجع التي "كنت تمسحين دموع أهالينا على الرغم من وجعك ودموعك وعذابك اليوميّ" وشكرت كلّ من وقف إلى جانبها وجانب عائلتها في محنتها.

 

ثمّ كانت كلمة البطريرك الراعي قال فيها متوجّهًا إلى أنطوانيت صليبا: "عندما زرتنا مع أخينا المطران نجيم، فكّرنا بتقديم الوسام الأعلى لك وهو وسام مار مارون، لم يكن لدينا أي شكّ في مبادرة تكريمك لأنّ جريمتك هي البراءة، مثل الكتاب الذي كتبته. حكموا عليك بالظلم لخمس سنوات وثلاثة أشهر حبسًا وتعذيبًا. ولنفكّر أيضًا للحظة بالذين لا يزالون يتعذّبون إلى اليوم في "أقبية التعذيب". نعم، العدالة مريضة والقضاء أيضًا مريض وأنت دفعتي الثمن عن الجميع، والدكتور جعجع أيضًا، وخرجتما من السجن حاملين نبرة جديدة للحياة وفلسفة جديدة للحياة، وبكلّ أسف أقول إنّكما افتديتما العدالة والقضاء، وهذا له قيمته، وبكلّ أسف أيضًا نقول إنّ السياسة مريضة والإدارة وكل شيء في البلد أمسى مريضًا، وكأنك دفعتي الثمن من أجل إصلاح المجتمع والقضاء والعدالة. وباسم مار مارون اخترنا أن نقدّم لك وسام مار مارون وهو مباركٌ عليك".