"جامعةُ البلمند سفيرةٌ إلى قلب كلّ مستنير": البطريرك يوحنّا العاشر
كان للأب البطريرك كلمة من أبرز ما جاء فيها:
"أرادت كنيسة أنطاكية الأرثوذكسيّة أن تكون لها مؤسّسةٌ تختصر بعضًا من رسالةٍ فكانت جامعة البلمند على تلّة مشرفة على طرابلس، يومها قيل للبطريرك إغناطيوس الرابع هزيم: أتبني جامعة والدمار يحيط بلبنان من كلّ صوب؟ فأجاب: إن كان قدَر البعض أن يدمّر فقدرُنا أن نبني ونبقى.
ومنذ عشر سنوات أعادت كنيسة أنطاكية تأكيد دورها فكان هذا الفرع في سوق الغرب بتعاونٍ مع الأستاذ وليد جنبلاط الذي تبرّع بالأرض. شكّل هذا الفرع استمرارًا لديمومة رسالةٍ أطلقتها كنيسة الروم الأرثوذكس من البلمند وأرادتها مشعّةً على المناطق كلّها وأطياف النسيج اللبنانيّ جميعها".
وقال البطريرك يوحنّا أيضًا: "من سوق الغرب نطلّ اليوم في هذه الذكرى في وهج لقيا وتلاقٍ لنحكي تاريخ جامعة البلمند ونروي شيئًا من رسالتها التي تختصر عيشنا وفلسفة وجودنا في هذه الديار.
من سوق الغرب، نطلّ اليوم ونستذكر البطريرك غريغوريوس الرابع حدّاد ابن عْبَيْهْ، ذاك الراحل الكبير الذي يختصر شيئًا من عظمة رسالة كنيسة أنطاكية ويختزل في روحه شيئًا ممّا نحاول أن نجسّده دائمًا في جامعة البلمند. من هنا نستذكر كلماته في زحلة سنة 1911:
]إنّني أحبّ أبناء وطني من جميع المذاهب على السواء. ولا فرق بينهم عندي. ألستُ وإيّاهم أبناء أب واحد وأم واحدة. أوَلسنا جميعًا صنعة خالق واحد. أوَلسنا نسكنُ أرضًا واحدة ونستنير بضوء شمس واحدة ونستظلُّ بسماء واحدة وترفرف فوقنا رايةٌ واحدة هي راية الوطن العزيز؟["
"نطلّ اليوم"، تابع البطريرك يوحنّا "لنقول إنّنا كَروم أرثوذكس منتشرون في الأماكن كلّها وتربطنا بالجميع أطيب العلاقات ولا نعرف إلى الانعزال سبيلًا ولا إلى الفئويّة طريقًا في حفاظٍ تامٍّ على أصالتنا النابذة للتقَوْقع والرافضة للذوبان في آن. وبحكم موقعنا هذا كنّا ونبقى وسنبقى جسور تواصل يوم سكتت وتسكت لغة الحوار وعلت وتعلو لغةٌ أخرى".
أضاف البطريرك: "من موقعنا هذا، ندعو إلى انتظام عمل المؤسّسات الدستوريّة في لبنان. والضامن الوحيد لهذا هو انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وبأسرع وقت. ندعو النوّاب والمسؤولين عمومًا إلى تحمّل مسؤوليّتهم التاريخيّة وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة..."
وختم البطريرك يوحنّا قال: "جامعة البلمند سفيرتنا إلى قلب إنسانٍ مشرقيّ أحببناه من الأطياف كلّها. جامعة البلمند سفيرتنا إلى الشرق الذي نستمدّ كينونتنا من اسمه. هذه الجامعة سفيرتنا إلى لبنان وإلى اللبنانيّين أيّا كان طيفهم.
عاشت سوق الغرب وعاش الجبل الأشمّ. عاشت جامعةُ البلمند سفيرةً إلى قلب كلّ مستنيرٍ. عشتم، وعاش لبنان".