العالم
29 تموز 2024, 07:00

"ثقوا دائما بالله، وليس بأنفسكم. كونوا أدوات في يديه": هيرونيموس باكاينوني

تيلي لوميار/ نورسات
أفادت وكالة فيدس عن رئيس أساقفة كوبانغ-أندونيسيا، هيرونيموس باكاينوني بأنّ باب منزله المكوَّن من طابق واحد، في وسط مدينة كوبانغ، مفتوحٌ للجميع ليشاركون الفرح أو المعاناة ويدخلوا من دون أيّ شكليّات.

 

جاء الأب ريموند ماوروس نغاتو، وهو كاهن إندونيسي جديد من جماعة مرسلي الرسل القدّيسين إلى الأسقف باكاينوني، ليطلب منه البركة عشيّة الاحتفال بالقدّاس الأوّل له في إحدى رعايا كوبانغ. فإذا به يُستقبل برئيس الابتسامات والمشورة، ومنْح البركات، القائل لزائريه قبل أيّ شيء،"ثقوا دائمًا بالله، وليس بأنفسكم. كونوا أدوات في يديه".

 

تُعدّ كوبانغ أكبر مركز حضريّ في الجزء الغربيّ من جزيرة تيمور وهي عاصمة مقاطعة نوسا تينجارا الشرقيّة الإندونيسيّة. يبلغ عدد سكّانها أكثر من 430،000 نسمة ويعيش فيها خليط من الأشخاص الذين يعملون هناك لأنّها مكان مرور بين التجّار والصيّادين وتربط بين العديد من الجزر الأخرى في شرق إندونيسيا.

أبرشيّة كوبانغ هي واحدة من الجزر القلائل التي تضمّ أغلبية مسيحيّة في إندونيسيا المكوّنة من 17 ألف جزيرة، وذات الأغلبيّة المسلمة والدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكّان في العالم. ينقسم سكّان كوبانغ بين 60% من المسيحيّين البروتستانت، وحوالى 35% من الكاثوليك، و3-4% فقط من المسلمين.

 

يستعدّ المونسنيور هيرونيموس للاحتفال برسامة 14 شابًا في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو تحدّث، بفرح، عن "التضامن بين الأبرشيّات الإندونيسية"، وقال إنّ الرعايا الخمس وثلاثين في إقليم كوبانغ تسجّل تدفّقًا هائلًا للمؤمنين ومشاركة فاعلة لهم في حياة الكنيسة وفي الأسرار. "الإيمان حي، نراه بشكل خاصّ في الشباب، ونرى هذا في الدعوات الكهنوتيّة التي يستمرّ الربّ في إعطائنا إيّاها: في الإكليريكيّة الصغرى لدينا أكثر من 100 شاب، و90 في الإكليريكيّة الكبرى. يستمرّ الإنجيل في جذب الشباب". كما تدير الكنيسة المحلّيّة أكثر من 90 مدرسة كاثوليكية، تغطّي التعليم من الصفوف الابتدائيّة إلى الثانويّة.

كذلك تطرّق الأسقف إلى استعداد جماعة كوبانغ للقاء البابا فرنسيس في أيلول/سبتمبر المقبل في إطار رحلته التي توصله إلى أربع دول هي إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وسنغافورة، في آسيا وأوقيانوسيا.

في أندونيسيا، من المتوقّع أن يتوجّه حوالى 10000 مؤمن، من أبرشيّتي كوبانغ وأتامبوا (مدينة أخرى قريبة من الحدود)، إلى الجانب الآخر من الجزيرة، لحضور القدّاس في ساحة تيسيتولو.

يحتفل البابا فرنسيس بالقدّاس في 10 أيلول/سبتمبر في ساحة تيسيتولو، على مشارف ديلي، في المكان عينه الذي احتفل فيه البابا يوحنّا بولس الثاني بالقدّاس إبّان زيارته في عام 1987، عندما كانت تيمور الشرقيّة تحت الحكم الإندونيسيّ. لقد شفيت جراح هذا الماضي بالكامل تقريبًا من خلال طريق المصالحة. ولكن لا تزال هناك علامات وندوب تنزف. وبعد عام 1999، عندما أعلنت تيمور الشرقيّة استقلالها في استفتاء أجري تحت رعاية الأمم المتّحدة، كانت هناك فترة من التوتّر والارتباك، اتّسمت بالعنف والمذابح التي ارتكبتها الميليشيات الموالية لإندونيسيا. وفي السنوات التالية، عاد 250,000 لاجئ تدريجيًّا إلى تيمور الشرقيّة. في تلك اللحظة التاريخيّة، مدّت الجماعة الكاثوليكيّة في كوبانغ يدها إلى المشرّدين من خلال إطلاق مبادرات تضامنيّة وتوزيع الأغذية وتوفير الرعاية الصحّيّة.

 

أضاف رئيس الأساقفة هيرونيموس: "إنّ حضور البابا يمكن أن يسرّع في تمام التقارب والمصالحة. هذه الزيارة ليست فقط للكاثوليك، ولكن أيضًا للسكّان جميعهم".

وعن كنيستي تيمور الغربيّة وتيمور الشرقيّة، قال الأسقف بأنْ لا توجد مشكلة بينهما وبـ"أنّنا في شركة كاملة"، مع بقاء بعض المشقّة والمعاناة في قطاعات من السكّان، وفي الأسر التي فقدت أحبّاء لها في أعمال العنف والتي لا تزال ترى الجناة على الجانب الآخر من الحدود. أردف رئيس الأساقفة بالقول: "أعتقد أن حضور البابا فرنسيس هو من العناية الإلهيّة. يمكن أن تكون زيارته نعمة خاصّة من أجل المصالحة بين العائلات المدموغة بالحزن. يمكن أن تكون لحظة طلب المغفرة وتلقّيها، بالإيمان بالله الذي يشفي الجروح. أرى أنّ هناك نوايا حسنة بين الناس، ونحن، ككاثوليك، يمكن أن نكون وسطاء وميسّرين في هذه العمليّة التي نعرف أنّها صعبة، لأنّها تنطوي على المشاعر والعواطف الداخليّة الخاصّة بالناس. لهذا السبب نطلب مساعدة الله".