لبنان
02 آب 2024, 08:20

"تطويب الدويهي مدعاة للفخر لذا يحقّ لنا أن تُقرع أجراسنا فرحًا": د. جان جبّور

تيلي لوميار/ نورسات
نظمّ كهنة قطاع الزاوية - الساحل في أبرشيّة طرابلس المارونيّة، ندوة بعنوان "البطريرك الدويهي من الزاوية إلى العالميّة"، لمناسبة تطويبه، في قاعة كنيسة مار سركيس وباخوس في بلدة أرده في قضاء زغرتا، شارك فيها الأب إلياس حنّا والخوري عبّود جبرايل، د. جان جبّور، بحضور الخورأسقف أنطوان مخائيل، النائب العام على أبرشيّة طرابلس المارونيّة ولفيف من كهنة القطاع، وحشد من أبناء البلدة والجوار.

 

تناول الدكتور جان جبّور في كلمته خدمة البطريرك الدويهي لرعيّة أرده والجوار من ت2/نوفبر 1661 إلى نيسان/أبريل 1662 وتحدّث عن أهمّيّة الرسائل التي ذكر فيها البطريرك تلك المرحلة وما تكشفه عن أحوال السكّان وما كانوا يعانونه من مظالم ومحن وأوبئة. كما بيّن أنّ "هذه الرسائل تنمّ عن الكثير من تواضع الدويهي العائد من روما والذي ارتضى خدمة قرى صغيرة قبل أن يكلّف بالتوجّه إلى حلب". ثمّ، تكلّم على مشروع الدويهي النهضويّ القائم على إعطاء الطائفة هويّة مشرقيّة مطعّمة بتنظيم غربيّ، واعتماده على العلم والكفاءة ونشر الوعي. كما سلّط الضوء على حُسن إدارته لشؤون الطائفة وعلى انفتاحه على الطوائف الأخرى وعلى الغرب.

وختم جبّور بالقول إنّ "مناسبة تطويب الدويهي هي مدعاة فخر للموارنة وللبنانيّين عمومًا، لذا يحقّ لنا أن تُقرع أجراسنا فرحًا بتطويبه".

 

ثمّ كانت كلمة الخوري عبّود جبرائيل، عن "البطريرك إسطفان الدويهي رائد الحداثة، ومهيّىء الطريق للمجمع اللبنانيّ عام 1726".

قال عبّود: "تاريخ البطريرك إسطفان الدويهي أكبر بكثير من أن يحصى في كتب، فتاثيره أبعد بكثير على مسار حياتنا اليوميّة، إنّه تاثير محوريّ في تأسيس الكنيسة المارونيّة، وهو كما العمود الوسط الذي يحمل البيت، ولا يمكن التحدّث عنه من دون ذكر من عبّد الطريق قبله".

تابع الخوري عبّود قال: "ما قامت به المدرسة المارونيّة بارز في سياق موضوعنا، ولكنّ البطاركة الذين ليسوا من المدرسة المارونيّة كان لهم دور أساسيّ في ما قام به البطريرك الدويهي. فالمدرسة المارونيّة هي معهد أعطى الكنيسة عددًا كبيرًا من المثقّفين الذين كانوا سبب النهضة في الكنيسة، بعد ضغط كبير من روما. وأهمّيّة هذا الجيل المثقّف أنّ قسمًا منهم بقي في روما وقاموا بتجذير أصيل بين الشرق والغرب، فكانوا صوت الكنيسة المارونيّة، و ما كان لها أن تصل إلى المجمع اللبنانيّ لولا وجود أشخاص معتدلين مثل البطريرك إسطفان الدويهي".  

ختم عبّود: "هذا الاعتدال والحكمة والقدرة طبعت حياته على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي عاشها خصوصًا على صعيد البطريركيّة لمدّة أربعٍ وثلاثين سنة. لقد عرف هذا البطريرك الصلب كيف يعيش باعتدال"...

 

وأتت كلمة الأب الدكتور إلياس حنّا حول موضوع "الدويهي رجل إيمان"، ومن بين ما قال: "تمتّع الدويهي بإيمانٍ عابدٍ، ومصلٍّ، ومريميًّ.. أحبّ مريم العذراء كثيرًا ولم يجد من يمسك يده ليوصله إلى الله سواها، وهام بالكتاب المقدّس ومن لا يقرأ الكتاب المقدّس يكون إيمانه ضعيفًا".

إيمان الدويهي تجسّد في حياته اليوميّة كما تجسّد السيّد المسيح وحمله على تحمّل الآلام كما معلّمه وعلى مشاركة آلام شعبه بعزيمة وصلابة وأوضح له أنّ القيامة هي الوجه الثاني لحياتنا، وأنّ حياتنا على الأرض هي مرحلة للانتقال إلى الحياة الثانية..."

وقال حنّا: "الإيمان يحرق الخطايا ويحيي القلوب، ويعطيها حياة ونشاطًا دائمًا كي نكون مرتبطين بالربّ يسوع لا بغيره، في الايمان والرجاء والمحبّة".