"بنور وجهك أتشكّل": المطران برونو فورتي
ألقى المطران برونو فورتي، مؤلّف كتاب "بنور وجهك"، في مقدّمة كتابه بعض الأضواء على الصلاة بما أنّ عمله هو كنايةٌ عن صلواتٍ وتأمّلاتٍ، قام بتأليفها، في أغلب الأحيان، بناءً على طلب كهنة الكنيسة الموكلَة إليه ومؤمنيها، أو بسبب الرغبة في مساعدة أكبر عددٍ ممكن من الناس على اكتشاف عطيّة الصلاة.
كتب المطران فورتي: "الصلاة تعني الوقوف أمام الله وبنور وجهه، لنسمح لأنفسنا أن نتشكَّل بحبّ الآب، الذي يشعّ في التاريخ وعلى كلّ واحد منّا في يسوع المسيح، ابنه، العامل بالروح القدس، كما حدث في الأمّ العذراء وفي القدّيسين، انعكاس وصورة للمجد الإلهيّ. لذلك فإنّ الصلاة هي ميدان المجيء، وبيئة يولد فيها الإنسان باستمرار بالمحبّة الإلهيّة، ولهذا السبب فهي حياتيّة".
أضاف المطران ما معناه أنّ الصلاة تساعد الإنسان على فتح قلبه وحياته لله الحيّ الذي نحن جميعنا، بحاجةٍ كبيرة إلى محبّته. وصلاتنا يمكن أن تلبس حللًا مختلفة وأن تتوجّه إمّا إلى الله الآب أو الله الابن، أو الله الروح القدس أو إلى العذراء والدة الإله، أو إلى القدّيسين وفي الحالات كلّها هي تشير إلى الله الذي هو "الأصل والرَحَم والموطن" والصلاة الحقيقيّة لا يمكن إلّا أن تولّد المحبّة الحقّيقيّة وهذه هي محبةٌ معاشة. وكلّما صلّى الإنسان، كلّما اتّقدت "الشعلة الحيّة للتسبيح لله ونكهة التحدّث إليه"...
واختتم المطران فورتي مقدّمة كتابه بنصيحة: "أدعو كلّ من يقرأ هذه الصفحات إلى أن يسند رأسه على صدر يسوع، متذكرًا أن الحبّ وحده يجعله ينفتح على معرفة المحبوب".