" بالسلام تبنى الأوطان ويُبنى الإنسان":المطران إبراهيم
بعد الإنجيل المقدّس، كانت للمطران إبراهيم، كلمة جاء فيها:" أقلقنا الترقُّب فأخَّرَنا عن دعوتكم في الزمن الملائم، فلنقبل معًا تحدّي التصدّي لأحوال تريدنا أن ننكسر، فلا نرتضي إلّا أن ننتصر، لأنّنا أبناء وطن يتعثّر ولا يتبعثر وينحسر ولا يندثر.
أتيتم اليوم لإكرام سيّدةِ النجاة، ملكةِ السلام، المصعدِ السماويّ التي بها انحدر سلامُ السماء متجسّدًا بيننا وبها انتقل سلامُ الأرض في هذا العيد إلى السماء. في الأرض أيضًا سلامٌ ونفوسٌ توّاقةٌ إليه مثَّلته مريم أسمى تمثيلٍ مُذ تفوَّهَ الملاك نحوها بالسلام قائلًا: السلام عليكِ يا مريم، الربُّ معكِ... هكذا امتلأت مريمُ من السلام، فحَمَلتهُ في أحشائها، حبِلَت به، وولدتهُ للعالم."
وأضاف: "مريم تدعونا إلى أن نحبَلَ بالسلام ونلِدَهُ لوطننا ومدينتنا وبيوتنا...صوتُ سلامِ مريم يقعُ اليومَ في آذاننا. السلامُ لنا جميعًا في مِنطقتنا المجَرَّحة بصراعاتها الدامية وتناقضاتها الحادّة، ما يهدّد الإنسانَ بالموتِ على يدِ أخيه الإنسان وهو خُلق للرُقيّ والكرامة، ليس للذُلِّ والمَهانة ومآسي الدمار والانهيار."
ختم المطران إبراهيم قال: "بالسلام تُبنى الأوطان ويُبنى الإنسان. كما نؤمن أنْ، في حياة الأوطان لحظات يصطادها الحكماء وذوو الرؤى الثاقبة، وهي الآن حاضرة، فلا نُضيِّعَنَّها لأنّ ذلك يوازي الانتحار. إنّها مسؤوليّةٌ ملقاةٌ على ضميركم وضميرنا، وهذا ما يطلبهُ منّا أبناؤنا وبناتنا الحالمون بوطن أفضل وهم يستجدون منّا فرصة الوحدة والمصالحة والسلام لكي نحصُلَ على بركة الله والتاريخ والإنسانيّة.
في الختام، تعدنا مريمُ، ملكةُ السلام، بالفرح، حسبما ورد في سفر الأمثال: "الغشّ في قلب الذين يفكّرون في الشرّ. أما المبشّرون بالسلام، فلهم فرح"."لقمةٌ يابسة، ومعها سلام، خيرٌ من بيت مليء بالذبائح، مع الخصام ."