دينيّة
20 تشرين الأول 2016, 12:42

"بادري بيو" يعبر القارّات ويحطّ في أستراليا

ريتا كرم
ظاهرة فريدة في عصرنا لن تتكرّر ربّما في تاريخ الكنيسة، فهو من آمن أنّ "أعظم عمل محبّة هو أن ننتزع النّفوس من قبضة الشّيطان ونذبحها للمسيح"، فكان همّه خلاص النّفوس من خلال الصّلاة والإماتات والّذبيحة الإلهيّة وهديها إلى حضن الرّبّ عبر الإرشاد الرّوحيّ في كرسيّ الاعتراف الّذي تربّع عليه ملكًا لا منافس له، إذ كان يمضي يوميًّا بين 17 و19 ساعة يستمع إلى من اختار أن ينقّي روحه ويتوب إلى الله، فكانت كلمة منه كفيلة لتغيّر أكبر الخطأة وتعيده إلى الرّبّ، فيخاطبهم كلّ بلغته وكأنّ العنصرة تجدّدت مع قدّيس العصر بيو.

 

واليوم بقيت ذخائره لتبارك المؤمنين حول العالم، متجوّلة من بلد إلى آخر لا بل من قارّة إلى أخرى. أمّا في 22 ت1/ أكتوبر فتحطّ الّذخائر رحالها في أستراليا وتبقى لغاية 26 منه، في كاتدرائيّة القدّيسة مريم في بيرث، بحسب ما أورد موقع "فيدس". وهي عبارة عن قفّازين وخصلة شعر وقماشة من الكتّان كانت تُستخدم في مسح دماء جرحه، كلّها معروضة في صندوق مميّز؛ وسيرافق الذّخائر الأخ جيان ماريا دي جيورجيو الكبّوشيّ من دير مريم سيّدة النّعم في روتوندو- إيطاليا، وهو كان طالبًا إكليريكيًّا لدى بادري بيو ما سيتيح المجال أمام الأستراليّين إلى التّعرّف على القدّيس "المعلّم" بشكل أعمق من خلال تلميذه. وللمناسبة، تُقام الاحتفالات ومن ضمنها مسحة المرضى، الصّلوات والعبادات.

كم محظوظون هم هؤلاء الّذين سيستمعون إلى هذه الشّهادة وينالون بركات الأب بيو الّذي تمتّع بمواهب عديدة إضافة إلى براعته في كرسيّ الاعتراف، فهو كان يستطيع أن يتواجد في مكانين في آن واحد من دون أن يترك ديره؛ إذ داخل جدرانه قبع 50 عامًا غير أنّ الله أنعم عليه بالتّواجد خارجه، لا بل خارج إيطاليا، فيراه النّاس في فرنسا وأميركا أيضًا، يسمعون كلماته ويشعرون بلمساته ويتنشّقون رائحته الذّكيّة الّتي تُنبئ بحضوره، ويشهدون على شفاءات روحيّة وجسديّة عديدة، فكان يقول لكلّ من تعجّب من ذلك: "إنّ النّفس الّتي تنتقل في حياتها تعرف ذلك تمام المعرفة إذ ليس الجسد هو الّذي يقود النّفس وإنّما النّفس هي الّتي تقود الجسد، وعلى كلّ حال، فإنّها تعي ذلك تمامًا وتعرف أيضًا لماذا هي ذاهبة".

لنرفع اليوم الصّلاة إلى الله بشفاعة بادري بيو فينعم علينا بالمحبّة والثّقة والإيمان أنّه مع الله لا شيء مستحيل.