العراق
28 تشرين الثاني 2024, 14:30

"الوحدة المسيحيّة هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمات الحاليّة": الكاردينال ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
يدعو الكاردينال لويس رافائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، في بغداد، إلى الوحدة بين كنائس المشرق، مقترحًا خطوات عمليّة للتغلّب على الانقسامات ومعالجة التحدّيات المشتركة، وفق ما نقلت "فاتيكان ينوز".

 

دعا الكاردينال لويس رافائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكيّة، الكنائس الأربع المتجذّرة في كنيسة المشرق القديمة إلى العمل من أجل الوحدة. وتشمل هذه الكنيسةَ الكلدانيّة والكنيسة الآشوريّة والكنيسة القديمة والكنيسة الآشوريّة الإنجيليّة البروتستانتيّة.

كما ذكرت وكالة أنباء فيدس الفاتيكانيّة، فكّر الكاردينال ساكو في الانقسامات التي ميّزت هذه المجتمعات المسيحيّة وشبّه الكنائس بالركّاب الذين يبحرون في موجات مختلفة ولكنّهم يسافرون معّا و"في القارب عينه".

في بيان صادر عن البطريركيّة الكلدانيّة، شدّد الكاردينال على أنّ الوحدة ليست ضرورة فحسب بل "الحلّ الوحيد لتحدّيات عصرنا".

سلّط الكاردينال ساكو الضوء على إعلان الإيمان الدائم المشترك بين هذه الكنائس المسيحيّة، والذي ينصّ على: "أنا أؤمن بكنيسة واحدة مقدّسة وكاثوليكيّة ورسوليّة".

وأشار الكاردينال ساكو إلى أن، على الرغم من قرون عديدة من الانقسام، لا يزال جوهر الكنيسة موحّدًا. ومضى في وصف الانشقاقات بأنّها "ضدّ إرادة المسيح"، مؤكّدًا الضرر العميق الناجم عن تشرذم كنيسة المشرق إلى أربعة كيانات متميّزة.

ومع ذلك، شدّد الكاردينال ساكو على أنّ دعوته للوحدة ليست طلبًا للعودة إلى الماضي.

وأوضح أنّ "الوحدة لا تتعلّق بالعودة إلى ما كنّا عليه بل بالتركيز على ما يجب أن نصبح عليه"، مضيفًا أنّ هدفه هو تضميد جراح الانقسام وتعزيز "الشركة الكاملة" بين هذه الكنائس التاريخيّة.

في ندائه، حدّد الكاردينال ساكو ستّة مقترحات عمليّة ل "رؤية جديدة" لكنيسة الشرق.

أوّلًا، قال إنّ الفهم المشترك للوحدة ضروريّ. ودعا إلى اتّباع نهج واسع وعمليّ لتحقيق إرادة المسيح لكنيسة موحّدة.

ثانيًا، سلّط الضوء على أهمّيّة التمييز بين القضايا العقائديّة والإداريّة، مشدّدًا على أهمّيّة فصل مسائل الإيمان والأخلاق عن مسائل الانضباط والإدارة الكنسيّة.

الخطوة الثالثة نحو الوحدة، وفقًا للكاردينال ساكو، هي فهم الانقسامات التاريخيّة. وهو حثّ المؤمنين على التفكير في الأسباب التاريخيّة للانقسام، والتعامل مع القضيّة بصراحة ومن دون أحكام مسبقة.

وبالانتقال إلى الخطوة الرابعة، أعرب الكاردينال ساكو عن أهمّيّة تقاسم الموارد. واقترح أنْ، في خطوة نحو المصالحة العمليّة، تمكن إتاحة مباني الكنيسة وأماكن العبادة للاستخدام المشترك، ما يسمح للمؤمنين جميعهم بالمشاركة في الأسرار المقدّسة التي تعترف بها الكنيسة الكاثوليكيّة.

وتشمل الخطوة الخامسة تشجيع الدمج بين العلمانيّين. دعا الكاردينال ساكو العلمانيّين إلى تجاوز الانقسامات العرقيّة والقوميّة، وتعزيز هويّة مسيحيّة أوسع.

وأخيرًا، فإنّ الخطوة السادسة نحو الاندماج، وفقًا للكاردينال ساكو، هي معالجة التراجع المسيحيّ في العراق. ولفت الانتباه إلى انخفاض عدد السكّان المسيحيّين وحثّ الكنائس على العمل معًا بحماس إنجيليّ لمكافحة اللامبالاة بالإيمان والعلمانيّة والانقسامات داخل المسيحيّة نفسها.

وفي ختام كلمته والتفكير في التقليد السينودسيّ الغنيّ للكنيسة، أعرب الكاردينال ساكو عن أسفه لحالة الانقسام الحاليّة وقارنها بقدرة الكنيسة السابقة على "السير معًا" وتقاسم المسؤوليّة عن رسالتها.

واختتم قائلًا: "يجب أن ننظر إلى الوحدة باعتبارها الحلّ الوحيد لتحدّيات اليوم".