"الهيكل الحقيقيّ هو قلبنا، لنوجّه نظرنا إلى تنقيته": البطريرك ساكو
بعد قراءة الإنجيل، رفع البطريرك ساكو الصلاة من أجل انتهاء الحروب في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار والحياة الكريمة للمواطنين، وحثّ على المشاركة الكثيفة في التعداد السكّانيّ العامّ بعد بضعة أيّام والتعاون مع الباحثين.
تابع البطريرك عظته حول الإنجيل قائلًا: "يروي إنجيل يوحنّا 02/13-22) خبر دخول يسوع أورشليم المدينة المقدّسة، وقيامه بتطهير الهيكل من المظاهر الغريبة كلّها التي تشوّه معنى وجوده. بهذا الفعل، أعطى علامة قويّة لسلطانه. يرمز تطهير الهيكل معنويًّا إلى تطهير هيكل قلبنا من الخطايا التي تشوّهه، مثل حبّ الذات وتضخيمها وترويض صورة وهميّة وخادعة لها والكذب والطمع والسرقة والابتزاز والنميمة والحقد والخيانة الزوجيّة والانتقام والعنف. نقاوتنا تقوم على علاقتنا ومحبّتنا وخدمتنا. علينا أن نوجّه نظرنا إلى داخلنا لنعرف ذاتنا على حقيقتها".
أكمل البطريرك ساكو: "يصعد يسوع ( الصعود) إلى أورشليم لإعلان اكتمال الخلاص. لذلك، بعد حادثة الهيكل هذه لا نجد نصوصًا عن المعجزات، بل يركّز يسوع تعليمه على السرّ الفصحيّ من خلال الجدالات مع معارضيه.
قام يسوع بتطهير الهيكل من المعالم الغريبة التي تشوّهه فالهيكل أو الكنيسة ليسا مولًا mall للتبضّع، بل مكانًا مقدّسًا للعبادة، أي للصلاة والتأمّل والتنشئة المسيحيّة. اسمعوا صرخته المدوّية: "لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة".
أضاف البطريرك: "هذا الموضوع بالغ الحيويّة. فالإيمان والمال لا يتّفقان، ولهذا قال الربّ يسوع: "لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (متى 6/24). ومن هذا المنطلق قرّرنا مجّانيّة خدمة الأسرار في كنائسنا في العراق مقابل بركة الزكاة السنويّة، لتخليص الأسرار من ارتباطها بالمال الذي يشوّهها. على الرسول أن يبقى حرًّا من قيود المال والعلاقات العائليّة والقبليّة. عليه كمكرّس أن يتفرّغ لإعلان كلمة الله وخدمة الرعيّة".
إختتم البطريرك ساكو كلامه بالقول: "يحذّر البابا فرنسيس من التجارب الدنيويّة التي تدمّر شهادة الكنيسة: "الخدمة هي القاعدة الأساسيّة للمضيّ قدُمًا، فالأكبر هو الذي يخدم أكثر، والذي يكون في خدمة الآخرين وليس الذي يتباهى ويسعى إلى السلطة والمال، وهذا ما حدث مع الرسل، وهي قصّة تتكرّر يوميًّا في الكنيسة".