"النبي إيليّا مثالٌ للشجاعة والتفاني في الدفاع عن الحقّ والعدل": المطران إبراهيم
بعد قراءة الإنجيل، كانت كلمة للمطران إبراهيم للمناسبة قال فيها:
"نجتمع في مناسبة عيد النبيّ إيليّا العظيم الذي كان مثالًا للشجاعة والتفاني في الدفاع عن الحقّ والعدل. نحن، في هذه الأيّام، في حاجة ماسّة إلى أمثاله ليقفوا في وجه الفساد والظلم، وليكونوا صوت الحقّ في وطننا الحبيب لبنان، الذي يعاني من ويلات الفساد والاستبداد".
أضاف المطران: "عاش مار الياس في زمن كانت فيه الحالة الدينيّة لبني إسرائيل سيّئة جدًّا. كان الملك "أحاب" وزوجته "إيزابيل" يجلسان على العرش، وقد تسبّبا في نشر عبادة الأصنام، وعلى رأسها الإله "البعل ملكار"، وتركا عبادة الإله الحقيقيّ. وفرضت "إيزابيل" الشرّيرة عبادة الأصنام بقوّة، وأفسدت الشعب حتّى استفحل الشرّ بينهم.
في هذا الجو الموبوء الجهنّميّ، جاءت كلمة الربّ إلى نبيّه إيليا: "قم انزل فقد استفحل الشرّ بين أبناء شعبي إسرائيل بسبب أحاب الشرّير وإيزابيل الملعونة وأنا أدرّعك بالقوّة". وهكذا، قام إيليّا النبيّ، مدجّجًا بقوّة الربّ، ووقف في وجه الشرّ والفساد، ودعا الناس إلى العودة إلى عبادة الإله الحقيقيّ".
أردف المطران قائلًا: "نحن اليوم في لبنان نعيش وضعًا مشابهًا. إستشرى الفساد، وأمسى الظلم واقعًا يوميًّا يعاني منه الشعب. كم نحن بحاجة إلى قوّة مثل قوّة مار الياس، لنهبَّ للدفاع عن الحقّ، ونصحّح ما اعوجّ من حال هذا البلد.
إنّ لبنان بحاجة إلى رجال ونساء يؤمنون بالحقّ والعدل، يقفون بشجاعة في وجه الظلم والفساد. نحن بحاجة إلى قوّة إيمان مثل إيمان مار الياس، لتكون لنا القدرة على مواجهة التحدّيات والصعاب، ولنعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل لوطننا".
تابع المطران إبراهيم كلمته: "ونحن في هذه المناسبة، لا يمكن أن نغفل عن أهمّيّة دير مار الياس الطوق في زحلة، هذا الدير الذي كان ولا يزال منارة للروحانيّة والعلم والعمل الاجتماعيّ. إنّ الرهبان الشويريّين الذين خدموا في هذا الدير على مرّ تاريخ المدينة، كانوا مثالًا للتفاني والعطاء. وأسهموا، بشكلٍ كبير، في نشر التعليم، وتعزيز القيَم الروحيّة، وتقديم الخدمات الاجتماعيّة لأبناء المنطقة. شكّل دير مار الياس الطوق مركزًا للنور والإيمان، وملاذًا لكلّ من يسعى إلى السلام الداخليّ والتقرّب من الله".
اختتم المطران إبراهيم كلمته بالقول: "فلنستلهم من مار الياس الشجاعة والتفاني في الدفاع عن الحقّ، ولنكن نحن أيضًا أدوات في يد الربّ لإحقاق الحقّ والعدل في لبنان. ولنصلِّ معًا طالبين من الربّ أن يمنحنا القوّة والشجاعة لنكون شهودًا للحقيقة، وأن يبارك وطننا لبنان ويحفظه من كلّ شرّ".