"المعترفون اقبل إليك اعترافهم": من تعليم البابا تاوضروس الثاني
أدّى البابا تاوضروس الثاني صلاة رفع بخور عشية، وشاركه عدد من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركيّة في القاهرة، وبعض من كهنة كنائس شبرا.
إستكمل البابا سلسلة "طِلبات من القدّاس الغريغوريّ"، وقرأ جزءًا من إنجيل لوقا (15/17-24 - ٢٤)، وتأمّل في طِلبة "المعترفون اقبل إليك اعترافَهم"، وأوضح أنّ شعور التوبة ربّما لا نستشعره على الأرض ولكنّ السماء تفرح به، "إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ" (لو ١٥: ٧).
أشار البابا إلى صور التوبة في العهد القديم، وهي: الصوم، وتمزيق الثياب، ولبس المسوح، ووضع الرماد على الرؤوس، والذبائح التكفيريّة، كما في (خر ٣٢: ٣٠)، ولكنّ هذه الوسائل لا تمحو الخطيئة، لأنّ الخطيئة هي مرض للروح.
وعَرَضَ البابا في تعليمه أمثلة لشخصيّات في العهد القديم مارسوا التوبة والاعتراف وكذلك الذين قبلوا التوبة من الناس، مثال: داود النبيّ، وعخان بن كرمي الذي اعترف بخطيتئه أمام يشوع النبيّ، ويوحنّا المعمدان الذي قصده الناس ليعترفوا بخطاياهم ويعبّروا عن توبتهم (من دون أن يقدر هو على مغفرتها) (يو ٣: ٢٣).
وأوضح البابا أنْ في العهد الجديد بدأ تأسيس سرّ التوبة والاعتراف، "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت ٣: ٢)، وصار أحد الوسائل الفعّالة في حياة الإنسان الروحيّة، "«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ»" (يو ٢٠: ٢٢، ٢٣).
ووضع قداسة البابا خطوات التوبة والاعتراف، كالتالي:
١- إدراك السقوط في الخطيئة، "يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ" (لو ١٥: ١٨).
٢- الشعور بالندم الداخليّ، "لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا" (مز ٥١: ٣).
٣- الرجاء في أنّ الله سيمسح الخطيئة.
٤- الاعتراف الشفهيّ للأب الكاهن، "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ" (١يو ١: ٩).
٥- الإصلاح بأعمال صالحة، "فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ" (مت ٣: ٨).
٦- الامتناع عن الشرّ.
٧- الالتصاق بالله والوسائط الروحيّة.
وشرح قداسته عمل الكاهن في سرّ الاعتراف، كالتالي:
- قبل بدء جلسة الاعتراف يصلّي صلاة سرّيّة "أيّها الرحيم الرؤوف المتحنّن... وقوِّني لكي أعمل خدمة هذا السرّ العظيم السمائيّ. آمين"، لأنّ الكاهن في الاعتراف، يسمع أتعاب المعترف، ويرشده، ويعطيه تدريبًا، ويقرأ التحليل (الحلّ من الخطيئة) له، ويُصلّي من أجله، لذلك يجب على كلّ إنسان أن يصلّي من أجل أب اعترافه.
- يضع الصليب بينه وبين المعترف.
- بعد الاعتراف يضع الصليب على رأس المعترف، ويقرأ له التحليل.
وتناول قداسة البابا نصّ صلاة التحليل، كالتالي:
- إمكانيّة الحلّ والربط، والتي أعطاها السيّد المسيح لتلاميذه مباشرة، وسلّموها لتلاميذهم على مرّ الأجيال.
- "الآن أيضًا نسأل ونطلب من صلاحك يا محبّ البشر عن (..)" يذكر الكاهن اسم المعترف، والذي يرشم نفسه بعلامة الصليب لمعرفته أنّ اعترافه قُبِل من خلال الصليب.
- "ارزقنا رحمتك"، لأن الرحمة هي عطيّة من الله.
- "اقطع كلّ رباطات خطايانا"، فَكّ قيود الخطيئة.
- "أيّها السيّد العارف بضعف البشر كصالح ومحبّ البشر"، نتودّد إلى الله حتّى يرفع عنّا الخطيئة.
- "اللهمّ أنعم علينا بغفران خطايانا"، فالمغفرة هي عطيّة مجّانيّة من الله.
- "باركنا"، نطلب بركة السلام.
- "طهّرنا"، نقاء القلب وتجديده.
- "أحِلّنا"، إعلان الحرّيّة من قيود الخطيئة.
- "املأنا من خوفك"، نطلب مخافة الله في القلب.
- "قوّمنا إلى إرادتك المقدّسة الصالحة".