"الله في وسطها فلن تتزعزع": بيان بطريركيّة الروم في سورية
كانت سورية ولا زالت بلدًا ميّزه الله كمهدٍ لرسائله السماويّة وكموطئٍ لأقدام رسله وأنبيائه على الرغم ممّا مرّ عليها من حقب تاريخيّة. وها هي اليوم على مفترق جديد من تاريخها، يوجّه أنظارها إلى مستقبلٍ زاهرٍ يحلم فيه كلّ سوريّ، مستقبلٍ يعكس هويّة سورية، أرضِ الحضارة ومهدِ التاريخ".
"تحتاج هذه المرحلة إلى تعقّلٍ وتضامنٍ وتضافرٍ للجهود. وتحتاج قبل كلّ شيء إلى الثقة بالله وإلى الاتّكال عليه طلبًا لرحمته وحكمة تدبيره، سعيًا إلى الثبات في محبّة الوطن وصون كرامة إنسانه".
"بناءً على ذلك، وككنيسةٍ متجذّرةٍ في هذا الشرق العظيم، سنعمل على متابعة مسيرتها في خدمة الإنسان ونشر السلام والوئام بين الناس في بلد يسوده القانون وعملُ المؤسّسات الديموقراطيّة".
"لذلك، في هذه المرحلة الدقيقة، تهيب الكنيسة بأبناء رعاياها، وبكلّ مواطن سوريّ على تنوّع انتمائه العرقيّ والسياسيّ والدينيّ، ممارسة واجبه الوطنيّ في السعي إلى رصّ الصفوف، والحفاظ على الممتلكات العامّة والخاصة، وزرع الأمان في محيطه، وضبط النفس تجاه كلّ ما قد يتعرّض له والتحلّي بالتعقّل والرويّة، ومدّ اليد إلى مَن هم في مسؤوليّة رعاية هذا البلد الطيّب. تدعو الكنيسة المعنيين جميع هم إلى السعي إلى ضبط المخالفات وإلى ضمان كرامة كلّ مواطن، حتّى نمضي سوية إلى غدٍ مشرقٍ".
ختم البيان: "أخيرًا نرفع صلاتنا إلى طفل المغارة، ونحن في غمرة التحضير للاحتفال بمولده، أن يُحلّ السلام في بلد السلام لما في ذلك من خير لجميع أبناء هذا البلد الحبيب".