لبنان
23 تموز 2024, 11:30

"الله حاضر وهو يتمجّد في قدّيسيه": الأب ميشال عبّود

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت أقاليم كاريتاس الأربعة، صيدا وجزّين والشوف الساحليّ والشوف الأعلى، بالقدّاس السنويّ تزامنًا مع عيد القدّيس شربل، في مقام القدّيس شربل في دير القمر، تحت شعار "مجاهدون معًا بنفس واحدة لإيمان الإنجيل"، ترأّسه الأب ميشال عبّود، وعاونه عددٌ من الآباء الكهنة، في حضور فاعليّات مدنيّة وسياسيّة وأعضاء هيئة المكتب والمتطوّعين والشبيبة والأعضاء في الأقاليم الأربعة وممثّلين عن جمعيّات المنطقة وأهاليها.

 

إستهلّ الأب عبّود كلمته بالترحيب بالحضور المشارك في القدّاس لمناسبة عيد القدّيس شربل في المزار الذي على اسمه والتابع لرباطة كاريتاس وقال:  

"تغصّ الكنائس من عنايا إلى بقاعكفرا في عيد مار شربل بالمؤمنين، فما هو سرّ هذا القدّيس وما هو سرّ الشاب يوسف مخلوف الذي ولد يتيمَ الأب في بقاعكفرا وتحدّى الفقر ومارس حياته الإيمانيّة وترك قريته ليترهّب في عنّايا؟ ما سرّ هذا الراهب الذي عاش داخل الدير وأضاء سراج المياه فأعطى النور؟ ما سرّ هذا القدّيس الذي ترك كلّ شيء وعاش في المحبسة متقشّفًا ومات وهو يحمل القربان المقدّس؟ سرّه هو سرّ الله الذي ما زال يسأل عن الإيمان، وسرّ حضور الله في العالم، لذلك نقول اليوم إنّ الله حاضر وهو يتمجّد في قدّيسيه".

أضاف الأب عبّود: "لمن يسأل عمّا إذا كان هناك سماء وحياة أخرى، نقول له نعم الإنجيل يدلّك، وقد سمعنا اليوم في الإنجيل أنّ هناك حياة أبديّة والله حاضر، وكلّ شخص يقوم بتحضير سماءه على الأرض، نحن نصدّق إنجيلنا وإذا كنّا نريد علامات حسيّة فلنتطلّع إلى حياة القدّيس شربل وحياة القدّيسين الآخرين. مار شربل الذي انطبعت حياته في العالم وصار لبنان عنوانًا له، وعندما لا يعرفون لبنان نقول لهم نحن من بلد القدّيس شربل".

تابع الأب عبّود قائلًا: "حضور القدّيس شربل مرتبط بسرّ حضوره مع الله...وما يجمعنا بالقدّيس شربل عناصر كثيرة، بداية ما جمعنا به هو الصلاة والله.

"أنا هو الربّ إلهك لا يكن لك إله غيري"، ينبغي على كلّ إنسان أن يسأل، هل الله هو الإله الحقيقيّ أم إنّي ما زلت أؤيّد أشخاصًا معيّنين أو ألحق أشياء معيّنة؟ الحياة سوف تنتهي وسوف نرى وجه الله، علينا أن نتحضّر ومن يعيش مع الله على الأرض سوف يذهب إليه، ومن يرفضه هنا سوف يرفضه اللهُ. من هنا تبدأ السماء وهنا تبدأ جهنّم..."

وأردف الأب عبّود: "يسأل البعض هل الغياب عن القدّاس خطيئة؟ نحن نقول بالطبع خطيئة، هذه خسارة بإمكانك أن تتناول جسد المسيح لتُدخل السماء إلى قلبك وبيتك وعائلتك فهل ما تقوم به أهمّ من الكنيسة والقربان؟  

مار شربل ومعه القدّيسون جميعهم، حملوا إكرامًا لمريم العذراء، هذا ليس أكسسوارًا في إيماننا المسيحيّ بل هو من صلبه. مريم هي مَن يحمينا وعلينا أن نحبّها كما أحبّها يسوع، وشربل والقدّيسون.

هؤلاء الآخِرون جعلوا مِن الإنجيل دستور حياتهم، نحن حياتنا أسهل والإنجيل كلّه يصِلنا عبر الهاتف وعلى الرغم من ذلك نرفضه، فكيف لنا أن نرى وجه الله يومًا؟ أكيد بكلّ خجل لأنّنا لم نقرأ الإنجيل، كلمة الله تشبعنا، والقدّيسون علامة لنا ليقولوا لنا إنّ باستطاعتنا أن نتقدّس كلٌّ من موقعه، وهم أنفسهم مختلفون في ظروفهم، والمسيح قال "في بيت أبي منازل كثيرة" والكلّ يستطيع الوصول عبر من قال "أنا هو الطريق والحقّ والحياة، لا أحد يأتي إلى الآب إلّا بي". طريقنا هو الصليب المقدّس الذي يعطينا القوّة وقد مات من أجله شهداء كثيرون وأرضنا مرويّة بدمائهم".

وختم الأب عبّود مشيرًا إلى أنّ "الذين خسروا حياتهم الأرضيّة لأن لديهم هويّتهم المسيحيّة، سمعوا صوت الربّ يقول لهم: ]تعالوا إلى الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم، فقد كنتم أمينين على القليل، كونوا أمينين على الكثير[. وهذا ما يجمعنا اليوم، فشكرًا لكلّ من حضر هذا اللقاء الذي لن ينتهي هنا...وشكرًا لكلّ من يعيش من كلمة الله. فإنّ كاريتاس المنتشرة في العالم كلّه لا تعمل من أجل بطن الإنسان فقط بل ليعيش الإنسان في المحبّة والله محبّة".