"الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة تتشفّع بالعذراء مريم دائمًا أبدًا": البطريرك أفرام الثاني
في إطار زيارة البطريرك السريانيّ إغناطيوس أفرام الثاني الراعويّة إلى كندا، ولمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، احتفل المطران مار أثناسيوس إيليّا باهي، النائب البطريركيّ في كندا بالقدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة الأقباط الأرثوذكس في تورنتو حيث يجتمع أبناء الرعايا السريانيّة الأرثوذكسيّة في ولاية أونتاريو الكنديّة للاحتفال بهذا العيد.
بعد قراءة الإنجيل، تناول البطريرك إغناطيوس الثاني كريم معاني عيد انتقال السيّدة العذراء إلى السماء بالنفس والجسد والتقليد الرسوليّ الذي نقل التعليم حول رقاد السيّدة العذراء وانتقال جسدها ونفسها إلى السماء.
أشار البطريرك أفرام، في كلمته، إلى ما ورد على لسان سالف الذكر البطريرك زكّا عيواص فقال: " كانت العذراء تتوق إلى أن تنطلق إلى السماء لتكون مع ابنها يسوع، وقد رقدت بالربّ بسلام، ولم يتّفق المؤرّخون على سنة وفاتها، وكم بلغت سنو عمرها، ويُرجّح أنّها انتقلت إلى السماء سنة 56 للميلاد، وقد بلغت السبعين من عمرها، كما أنّ موضوع انتقالها إلى السماء نفسًا وجسدًا لم تقرّه الكنيسة السريانيّة كعقيدة إيمانيّة، إنّما هو تقليد أبويّ إيمانيّ، تستند فيه خصوصًا إلى قصّة مار توما الرسول السريانيّة الموضوعة.
نقرأ في هذه القصّة عن اختطاف الرسل بالروح واجتماعهم في أورشليم لتجنيز العذراء مريم وتأخُّرِ توما، ومقابلتِه العذراء في الهواء وهي صاعدة إلى السماء، وأخذِه منها زنّارَها الذي أتى به إلى الرسل، وطلبِه منهم فتحَ ضريحها. فلمّا فعلوا ولم يجدوا جسدها الطاهر، فأعلن لهم توما حقيقة صعودها إلى السماء بالجسد الممجّد، وأنّه رأى موكبها، وأخذ منها زنّارها كشهادة لذلك، فصدّقوه".
ختم البطريرك قائلًا: "الكنيسة السريانيّة تتشفّع بالسيّدة العذراء مريم، والعجائب التي اجترحتها العذراء للكنيسة وللمؤمنين، لا تحصى. أمّا زنّارها فهو موضع تكريم ومصدر بركة، ولا عجب فإذا كانت الثياب توضع على جسم الرسول بولس ثمّ تؤخذ فتوضع على المرضى فينالون الشفاء، فكم بالحريّ زنّار سيدتنا العذراء الذي نسجته بيديها الطاهرتين، وتمنطقت به، لا بل على الأغلب أنّه لامَس أيضًا جسد الفادي بالذات..."