العالم
30 آب 2024, 09:40

"الكنائس الصغيرة التي تعيش في الشرق يمكنها أن تعلّمنا": الكاردينال تاغل

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار الحديث الذي أجرته معه وكالة الأنباء الكاثوليكيّة، تكلّم الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، عميد دائرة التبشير الفاتيكانيّة، على القليل ممّا تتميّز به الدول الأربع التي يقصدها البابا في أيلول/سبتمبر المقبل، نقلًا عن المركز الكاثوليكيّ للإعلام.

 

تحمل زيارةٌ رسوليّةٌ البابا فرنسيس، في القسم الأوّل من أيلول/سبتمبر المقبل، إلى أربع دولٍ آسيويّة هي إندونيسيا، وبابوا غينيا الجديدة، وتيمور الشرقيّة، وسنغفورة على مسافةٍ إجمالية تبلغ حوالى ٤٠ ألف كيلومتر بين آسيا وأوقيانيا.

تحدّث الكاردينال تاغل إلى وكالة الأنباء الكاثوليكيّة مجيبًا على سؤال حول الخبرات واللقاءات التي قام بها في الدول والكنائس التي سيزورها البابا في الأيّام القليلة المقبلة وما استنتجه من زياراته ولقاءاته الخاصّة أنّ آسيا، بالنسبة إليه، هي "عالم مكوّن من عوالم مختلفة، وباعتباري آسيويًّا أرى أنّ السفر إلى آسيا يفتح العقل والقلب على آفاق واسعة من الإنسانيّة والخبرة الإنسانيّة".

أضاف الكاردينال تاغل: "تتجسّد المسيحيّة أيضًا في آسيا بطرق مدهشة. وأنا أتعلّم الكثير من حكمة الروح القدس وإبداعه. كما تدهشني دائمًا الطرق التي يتمّ بها التعبير عن الإنجيل وتجسيده وسط سياقات بشريّة مختلفة. آمل أن يتمكّن البابا، وكذلك جميعنا في الوفد المرافق وكذلك الصحفيّين، من عيش هذه الخبرة الجديدة، خبرة إبداع الروح القدس".

عن سؤال المواهب ونقاط التعزية التي يمكن للجماعات الكنسيّة التي سيزورها البابا في رحلته المقبلة أن تقدّمها للكنيسة جمعاء أجاب تاغل "في هذه البلدان، تشكّل الجماعات المسيحيّة في كلّ مكان تقريبًا أقليّة، أو "قطيعًا صغيرًا". بينما في أماكن مثل أوروبا، لا تزال الكنيسة تتمتّع بمكانة معيّنة من الاحترام الثقافيّ والاجتماعيّ وحتّى المدنيّ. ولكن أيضًا في العديد من الدول الغربية نعود إلى خبرة الكنيسة هذه كقطيع صغير. وقد يساعدنا أن ننظر إلى كنائس العديد من البلدان الشرقيّة لنرى كيف يتصرّف المرء عندما يكون في حالة صِغر. إنّ خبرة الرسل الأوائل، تلاميذ يسوع، تتكرّر مرّات عديدة في هذه البلدان. والكنائس الصغيرة التي تعيش في الشرق يمكنها أن تعلّمنا".

أضاف الكاردينال تاغل: "إندونيسيا دولة أرخبيليّة، وهناك تنوّع هائل في الأوضاع على المستوى الثقافيّ واللغويّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ. وهي أيضًا الدولة التي تضمّ أكبر عدد من السكّان المسلمين في العالم. وعطيّة الروح القدس العظيمة للجماعة الكاثوليكيّة الإندونيسيّة هي عطيّة العيش المشترك الذي لا ينكر التنوّع.  

تابع يقول إنّ الكنيسة في بابوا غينيا الجديدة هي كنيسة شابّة، ولكنّها قدّمت للكنيسة الجامعة شهيدًا، هو بيتر تو روت، الذي كان أيضًا أستاذًا للتعليم المسيحيّ. بابوا غينيا الجديدة هي أيضًا دولة متعدّدة الثقافات، وتضمّ قبائل مختلفة تتعارض أحيانًا مع بعضها البعض، لكنّها بلد يمكن أن يكون فيه التنوّع ميزة. إذا علّقنا تصوّراتنا المسبقة، فحتّى في الثقافات القبليّة يمكننا أن نجد قيمًا إنسانيّة قريبة من المُثُل المسيحيّة..."

وختم الكاردينال تاغل حديثه بالإجابة على سؤال حول الرابط السرّيّ الذي يجمع بين الاستشهاد والرسالة وقال قبل عامين تمّ نشر دراسة حول الحرّيّة الدينيّة. وكانت هناك حقيقة واحدة واضحة: في البلدان التي وجد فيها تخويف واضطهاد، كان عدد المعموديّات يتزايد. حيثما توجد إمكانيّة حقيقيّة للاستشهاد، ينتشر الإيمان. وحتّى غير المؤمنين يسألون أنفسهم: من أين تأتي هذه القوّة التي تدفعهم إلى التضحية بحياتهم؟ إنّه الإنجيل في العمل. وهدفنا، أيضًا بالنسبة إلى دائرة التبشير، هو مساعدة الكنائس المحلّيّة، وليس فرض عقليّة أو ثقافة مختلفة عن عقليّتهم أو ثقافتهم".