العراق
20 آب 2024, 12:20

"الكتاب المقدّس وتَقدِمة القربان، الأنافورا، يكشفان وجه المسيح": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
تابع البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم محاضرته حول الكتاب المقدّس من ضمن برنامج الرياضة الروحيّة لأساقفةٍ وكهنة من بعض أبرشيّات العراق جرت على مدى خمسة أيّام في مقرّ المجمّع البطريركيّ في عنكاوا برعايته وحضوره.، نقلًا عن موقع الكنيسة الكلدانيّة الرسميّ.

 

تابع البطريرك تأمّله بعنوان "الليتورجيا احتفال بكلمة الله التي هي يسوع نفسه، قوّة الله وحكمته" (1 كور 1: 24).

قال البطريرك: "الليتورجيا ليست مجرّد شعائر دينيّة نمطيّة نكرّرها حتّى المغالاة، بل هي احتفال بسرِّ لقاء الله بالإنسان. إنّها الإنجيل الحيّ المُعاش في الكنيسة ومعها. وما إعلان كلمة الله (الكتاب المقدّس)، في الليتورجيا، سوى أنّ الله حاضر في كلّ مراحل الاحتفال، وإلّا فقدت الليتورجيا معناها.يشكّل الكتاب المقدّس الفضاء الذي تحتفل به الكنيسة بالليتورجيا، ولا يمكن الاحتفال بها بمعزل عنه. الكتاب المقدّس هو كتاب الصلاة أيضًا".

أكمل البطريرك ساكو كلامه قال: "القراءات الثلاث في القدّاس، وفق الطقس الكلدانيّ، هي من الكتاب المقدّس، وصلاة الأبانا وترتيلة "قدّوس، قدّوس، قدّوس..." هي نصوص من الكتاب المقدّس، هذا يعني أنّ الأخير هو دومًا في مركز ليتورجيا القدّاس والأسرار الاُخرى.  

ثمّ تأتي الموعظة التي على الكاهن أن يركّز فيها على كشف معاني القراءات المذكورة للمؤمنين، لتستقرّ في نفوسهم، وألّا يستغلّها لتعليمات ثانويّة وتوبيخات".

تابع البطريرك محاضرته قال: "الكتاب المقدّس وتَقدِمة القربان، الأنافورا، يكشفان وجه المسيح، لأنّ كلّ شيء موجّه نحو حضوره، وهو الذي ينعش الاحتفال، ومن المؤسف أنّ المصلّين أحيانًا لا ينتبهون إلى المُحتَفى به، لذا لا تأثير للاحتفال على حياتهم، كما أنّ دور المحتفِل مهمّ جدًّا عندما يكون وجهه مُصَليًّا مُعَبِّرًا، وليس مُشَوَّشًا!"

أضاف البطريرك: "الليتورجيا المُعَدَّة والمتناغمة هي ليتورجيا السماء على الأرض. ينبغي إعداد الاحتفال إعدادًا جيّدًا وليس روتينيًّا...ليصير احتفالًا رائعًا يعكس حضور الله. حضورٌ مفعمٌ بالرجاء والفرح يدمجنا في المسيح، ويُحرّكنا للبلوغ إلى كمال الليتورجيا (المسيح)".

ثمّ تطرّق البطريرك إلى المحتفل كاهنًا أو أسقفًا قال: "هو علامةٌ حيّة للمسيح، وممثّله وخادمه وخادم الناس. ينبغي أن يجعل الكتاب المقدّس رفيقه – معلّمه اليوميّ في حياته الشخصيّة وخدمته.  

في رسامة أحد الأشخاص كاهنًا، يمسح الأسقف يديه بزيت الميرون، لأنّه مسيح آخر alter Christus ولينال مواهب الروح القدس. ويضع على يديه الممدودتين الإنجيل المقدّس، حتّى "يتمّم به نهاره وليله" (مز 1: 2) ويبشّر به بكلّ طاقاته،

وفي رسامة أحد الكهنة أسقفًا، يضع البطريرك الإنجيل على ظهر الأسقف، وهو منبطح على الأرض حتّى يحمله هو وحده ولا شيئاً آخر بالحبّ والبهجة، ويحوّله الى وقت للصلاة والتأمل والعمل.

بمقدار ما يُصغي الكاهن إلى كلمة الله، ويدخل في ألفة حميمة معها، ويتبع إلهامات الروح القدس، ويعيشها في تفاصيل حياته اليوميّة، بمقدار ذلك بوسعه أن يشهد بالحياة لما يبشّر به، وأن يجتذب الناس إلى الله.

الكاهن مثل يوحنا المعمدان، يخبر عن يسوع نورًا وحقًّا وحياة. عليه أن يعرف كيف ينقص كي ينمو الربّ في قلبه، وقلب رعيّته. عليه أن يعيش كهنوته ليتورجيا دائمة لكلمة الله الحيّة مع المؤمنين.

هذه الحقائق الخفيّة جميعها يحقّقها الروح القدس لمن يُصغي اليه، ويتفاعل معه ليعيش حياة حَقّة.