العراق
20 آب 2024, 09:00

"الكتاب المقدّس رفيق الكاهن والمؤمن في حياته ورسالته": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
بدء برنامج الرياضة الروحيّة لأساقفة وكهنة من بعض أبرشيّات العراق في مقرّ المجمع البطريركيّ في عنكاوا، برعاية الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، وحضوره. شارك في الرياضة نحو 50 شخصًا من الأساقفة والكهنة والرهبان لمدّة خمسة أيّام، نقلًا عن موقع الكنيسة الكلدانيّة الرسميّ.

 

ألقى البطريرك ساكو محاضرة بعنوان "الكتاب المقدّس رفيق الكاهن (المؤمن) في حياته ورسالته"، قال البطريرك فيها:

"من دون الرياضات الروحيّة، والوقفات الصامتة لمراجعة الذات، وشحنها والتثقيف المستدام لتجديد المعلومات ومواكبة الثقافة الحاليّة، سوف نُستَهلَك ونُستَنفَذ ونصير ]نحاسًا يطنّ وصَنجًا يرنّ[ (1 قور13/ 2).  

الكتاب المقدّس مقدّسٌ لأنّه كلمة الله. هو كلمةُ الحياة بإلهام الروح القدس، ولكن في لغةٍ وكلماتٍ بشريّة. الكتاب المقدّس دعامة حياة الكنيسة والمؤمنين ويغذّي إيمانهم ]ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله[ (متّى 4/ 4).  

كلمة الله تكشف عن حقيقة سرّ الله الفائق الإدراك، خصوصًا عندما اقترنت بيسوع المسيح. لذلك هي مُتحَرِّكة ومتجدّدة، وليست جامدة ورتيبة، بكونها رسالة الحبّ المستدامة إلى كلّ إنسان يدخل في العهد مع الربّ، كما يحلو لمار أفرام أن يُسميّها، ولولا الكتاب المقدّس لما كان بوسعنا أن نكتشف وجه الله، ووجه يسوع المسيح".

تابع البطريرك ساكو خطابه: "الكلمة نورٌ إلهيٌّ لنكتشف حقيقتها ونستقبلها ونفهمها ونجسِّدها في تفاصيل حياتنا اليوميّة: ]كان النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِيًاً إِلى العالَم [(يوحنّا 1/ 9). الإنسان الحيّ الذي يعيش من كلمة الله، هو مجدُ الله كما يقول القدّيس إيريناوس، أسقف ليون، وبمعنى آخر إنّ الله هو مجدُ الإنسان، الله ينبوع الحياة والمحبّة والرحمة. هذا ما يؤكّده الإنجيل: كلمة الله قوّة فاعلة دائمة، وليست طارئة".

قال البطريرك ساكو أيضًا: "مريم العذراء قبِلت كلمةَ الله ورحَّبَت بها: ]لِيَكُنْ لي كما قلت[ (لوقا 1/ 38)، وحملته في أحشائها، وأحبّته بكيانها كلّه، وبشَّرت به نيسبتها إليصابات (لوقا 1/ 39-45). مريم تُعلّمنا أنّ الحياة تكون أكثر سعادةً وفرحًا عندما نُصبح أهلًا ليسكننا الله، ونسّلم له ذاتنا ونعيش معه وفيه. مريم التي أعطَت الكلمة جسدًا، تحمل لنا الرجاء. إنّه حدث مصيريّ حاسم في تاريخ الخلاص".

أكمل البطريرك شرحه قال: "يسوع كلمة الله ]في البَدءِ كانَ الكَلِمَة. والكَلِمَةُ هو الله. والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا[ (يوحنّا 1/ 1 و14). المسيح كلمة الله بذاته، ولا انفصال فيه. عاش طوال حياته على الأرض، بشريًّا، حياةَ الله، وإلهيًّا، حياة الإنسان: ]ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء، ذاك الَّذي سَمِعناه، ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا، ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا …ونُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا لِتَكونَ لَكَم أَيضاً مُشاركَةٌ معَنا ومُشاركتُنا هي مُشاركةٌ لِلآب ولاَبنِه يسوعَ المسيح[ )الرسالة الأولى ليوحنّا 1/ 1-3). ينقل لنا إنجيل يوحنّا شهادة رائعة عنه: ]ما تَكلَّمَ إِنسانٌ قَطّ مِثلَ هذا الكَلام[ (يوحنّا 7/ 46).  

آدم الإنسان الأوّل الذي اختبأ أمام وجه الله في الفردوس (تكوين 3/ 9)، ها هوذا يتجلّى ممجّدًا في شخص المسيح.