"القلب هو جسر بين إنسانيّتنا وسعينا إلى السموّ": المطران إبراهيم
حضر الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك، ورئيس مستشفى تلّ شيحا، البروفسّور يوسف بخّاش، نقيب أطبّاء لبنان في بيروت، الدكتور فرانسوا البستانيّ، الأستاذ أنطوان سركيس، أطبّاء قلب من زحلة، وبيروت وباقي المناطق اللبنانيّة، أطبّاء لبنانيّيون آتون من فرنسا وبلجيكا وعدد من مدراء الأقسام في المستشفى.
إفتتح المطران إبراهيم المؤتمر بكلمة أشاد فيها بعقد مثل هذه المؤتمرات، وتوجّه بالشكر إلى المنظّمين، وأعرب عن تشرّفه وتشرّف زحلة بتكريم البروفسّور جريصاتي الزحلاويّ، الذي خلّف بصمة لا تمّحى في طبّ القلب، وتحدّث عن أهمّيّة القلب ومكانته في الفلسفة واللاهوت، وتطرّق إلى أمراض القلب كجسر بين الطبّ والفلسفة واللاهوت وقال :
"يحتلّ القلب، إلى جانب وظيفته البيولوجيّة الأساسيّة، مكانة مركزيّة في الفلسفة واللاهوت.
غالبًا ما يُعتبر القلب، في التقاليد الفلسفيّة، مقرًّا للعواطف والمشاعر.
وهنا تحدّث عن القلب عند أفلاطون، وأرسطو، والفلاسفة المعاصرين من أمثال باسكال، وفي الفلسفة الوجوديّة، وعند كيركيجارد وسارتر.
وأضاف: "في اللاهوت، القلب هو محور العلاقة بين الإنسان والله. كثيرًا ما يُذكر القلب في الكتاب المقدّس باعتباره المكان الذي يتمّ فيه اللقاء مع الإله. "الإنسان ينظر إلى العينين، وأمّا الربّ فينظر إلى القلب". (1 صموئيل 16: 7).
وفي العهد الجديد، يشدّد يسوع على نقاوة القلب: "طوبى لأنقياء القلب لأنّهم يعاينون الله". (متى 5: 8). وهنا تكون نقاوة القلب شرطًا أساسيًّا للشركة الحقيقيّة مع الله".
وشرح المطران إبراهيم أيضًا، قال: "كما كتب المتصوّفون المسيحيّون، مثل تريزا الأفيليّة ويوحنّا الصليب، على نطاق واسع عن أهمّيّة القلب. بالنسبة إليهم، القلب هو المركز الروحيّ للإنسان، حيث يحدث الاتّحاد الصوفيّ مع الله. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر قلب يسوع الأقدس عبادة مركزيّة في الكنيسة الكاثوليكيّة، ويرمز إلى محبّة يسوع اللامتناهية للإنسانيّة"
.
"وهكذا"، قال المطران، "في الفلسفة كما في اللاهوت، يحتلّ القلب مكانةً خاصّة، يرمز أحيانًا إلى مشاعر الإنسان وحدسه العميقة، وأحيانًا إلى ارتباطه الحميم والروحيّ بالإله. تظهر هذه الازدواجية أّنّ القلب هو جسر بين إنسانيّتنا وسعينا إلى السموّ، وهو مكان يلتقي فيه العقل والإيمان والعواطف والروحانيّة ويكمّل كلّ منهما الآخر. يثري هذا البعد الرمزي فهمنا الطبّيّ للقلب، ويذكّرنا بأنّنا نتعامل مع البشر ككل - جسدًا وعقلًا وروحًا."
وعن التقدّم في مستشفى تلّ شيحا قال المطران إبراهيم: "...كلّ يوم، تعمل فرقنا بشكل متفانٍ لتحسين صحّة القلب لمرضانا، من خلال اتّباع نهج شامل يأخذ في الاعتبار الأبعاد الجسديّة والعاطفيّة والروحيّة للرفاهية."
واعتبر إبراهيم أن وجود الأطبّاء اللبنانيّين في الخارج هو فخر وتحدٍّ في آن وقال" لقد تميّز الأطبّاء اللبنانيّون بإسهاماتهم الكبيرة في الطبّ العالميّ...ومع ذلك، فإنّ هذا النجاح في الخارج يسلّط الضوء على التحدّي الرئيس الذي يواجه بلدنا: هجرة الأدمغة....ولا بدّ من إيجاد سبلٍ للاحتفاظ بهؤلاء المهنيّين الاستثنائيّين وتشجيعهم على المساعدة في استعادة بلدنا."
كذلك، تحدّث المطران إبراهيم عن أهمّيّة المستشفيات في الأطراف، فهي نقطة الاتّصال الأولى للسكّان المحلّيّين، وهي ضامنة للوصول العادل إلى الرعاية الصحّيّة.
وشكر رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك الجهات المنظّمة والأطبّاء والحضور.
كانت الكلمة الثانية للبروفسور يوسف بخّاش، نقيب الأطبّاء في لبنان تحدّث فيها عن نشأة مستشفى تلّ شيحا ومراحل بنائه والدور الاستشفائيّ الرائد الذي يلعبه في البقاع على الرغم من الظروف والتحدّيات التي شهدها لبنان.
بعد كلمات الافتتاح كانت ندوات طبّيّة عن أمراض القلب والطرق الحديثة في معالجتها، شارك فيها عددٌ من الأطبّاء المتخصّصين في القلب من لبنان، وفرنسا، وبلجيكا.