لبنان
02 تموز 2024, 10:30

"القلب الذي لا يتوب، يصير قلبًا قاسيًا باردًا خاليًا من المحبّة": المطران بو نجم

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المطران أنطوان بو نجم، راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة بالسيامة الكهنوتيّة لأربعة شمامسة، هم إيلي الحايك، إيلياس شعيا، جان طربيه، جيلبير الياس، في كاتدرائيّة القيامة الربوة، قرنة شهوان. وقد اختار الكهنة الجدد شعارًا موحّدًا "لمجد الثالوث الأقدس وبنيان الكنيسة" انطلاقًا من رتبة السيامة الكهنوتيّة. عاونه المطران المونسنيور شربل غصوب والمونسنيور بول ناهض بحضور كهنة الأبرشيّة، والأهل.

 

رسم المطران أنطوان بو نجم الشمامسة الحايك، شعيا، طربيه، الياس الأربعة بوضع يده وقال للكهنة الجدد في كلمته ضمن رتبة السيامة: "الكاهن هو ابن بيئته، وفي الوقت عينه، اختاره الروح القدس من خلال تمييز الكنيسة. وهو مرسل من قبل الكنيسة ليخدم إمّا البيئة ذاتها التي دُعيَ منها أو بيئةً أخرى، فالمهمّ هو الخدمة الأمينة المحبّة". وتساءل المطران "ماذا تعني دعوة الكهنوت في عالم اليوم وتحديدًا في الكنيسة المارونيّة؟"

رأى المطران أنّ الدعوة هي رغبة الله بالشراكة، في وجه عالمٍ يفرض النزعة الأحاديّة، داعيًا المرتسمين أن يجسّدوا روح الشراكة التي يريدها الله مع شعبه، في اللحظات المفرحة كما في اللحظات المؤلمة.

ورأى أنّ "الدعوة هي شهادة تخلٍّ وفقر واتّكال على عناية الله، في وجه عالمٍ تسوده الروح المادّيّة والاستهلاكيّة. وعلى المدعو أن يعطيَ مجّانًا كما نال مجّانًا كلّ النِعم من المسيح"، إنّ "هذه النِعم ليست للمدعو فقط، إنّما هي ملك الآخرين، هي ملك شعب الله، والنعمة المجّانيّة الأولى التي نلنا من المسيح هي رحمته اللامتناهية".

كذلك اعتبر المطران بو نجم أنّ الدعوة هي إبحار نحو العمق، في وجه عالمٍ يتغنّى بالسطحيّة واللامبالاة.  

وهو حذّر المرتسمين من الاكتفاء بما يقدّمه المجتمع من معلومات باهتة أو قيم بعيدة عن روح الإنجيل، مذكِّرًا إيّاهم بأهمّيّة التنشئة التي نالوها في الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة، داعيًا إيّاهم إلى المحافظة على ثقافتهم من خلال التنشئة المستدامة، والتعمّق في الكتاب المقدّس، وقراءة المؤلّفات اللاهوتيّة والروحيّة.

كما دعاهم إلى أن يبقوا في حالة توبةٍ وندامةٍ دائمتين، وأن يسهروا على أمانتهم لعطايا الله لهم. الندم يتطلّب جهدًا، ولكنّه يثمر سلامًا، ويشفي من جرح الخطيئة، "والقلب الذي لا يتوب، يصير قلبًا قاسيًا باردًا، لا يشعر بألم غيره، ولا يشبه قلب الراعي الذي يريده يسوع لكنيسته اليوم".