الفاتيكان
02 أيلول 2024, 09:00

"القدّيس أغسطينس كان باحثًا دؤوبًا عن الحقيقة": الكاردينال غوجيروتي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، عميد دائرة الكنائس الشرقيّة في كاتدرائيّة القدّيس بطرس في بافيا الإيطاليّة حيث ذخائر القدّيس أغسطينوس ولمناسبة عيده بالقدّاس الإلهيّ، وفق "فاتيكان نيوز عربيّة".

 

ألقى الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، في القدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد القدّيس أغسطينس عظة توقّف فيها عند المسيرة التي اجتازها أسقف هيبونا وقادته إلى اكتشاف الله. كما تطرّق أيضًا إلى الشكوك التي واجهها هذا القدّيس في حياته مشيرًا إلى أنّنا مدعوّون نحن أيضًا إلى طرح التساؤلات لأنّها تقود إلى الحقائق السامية.

تحدّث الكاردينال عن الصراعات المسلّحة والحروب التي يشهدها عالم اليوم، لافتًا إلى أنّ مشاعر الخوف والقلق تعني الأشخاص جميعهم، وذكّر بما كتبه القدّيس أغسطينس عن الحرب، داعيًا في إحدى رسائله، إلى قتل الحرب بواسطة كلمة الله، عوضًا عن قتل البشر بالسيف. وأضاف أنّ من يُحبّ السلام فعلًا يُحبّ أيضًا أعداء السلام.

أضاف غوجيروتي أنّ هذا القدّيس تطرّق، في الرسالة عينها، إلى الحوار مشجّعًا الأشخاص على سلوك هذه الدرب والتخلّص من الخلافات ونبذ الإساءة من خلال الصلاة على نيّة من يسيئون إليهم، والتعامل بسلام مع من لا يريدون السلام ويحبّون الاقتتال. كما شدّد أيضًا على ضرورة أن نرى أخًا لنا في الخصم والعدو، في من يكرهنا ويحتقرنا وأن نتعامل معه بوداعة. وذكّر غوجيروتي بأنّ هذه الدعوات صدرت مرارًا وتكرارًا عن البابا فرنسيس.

تابع الكاردينال عظته مذكّرًا المؤمنين بأنّ القدّيس أغسطينس كان باحثًا دؤوبًا عن الحقيقة، ولم يعرف التعب قطّ، وقد عرف لحظات مظلمة في حياته، خصوصًا عندما لم يجد أجوبة مقنعة على تساؤلاته الكثيرة. وهذه التساؤلات هي نفسها التي يطرحها الكثير من رجال زماننا الراهن ونسائه. وقد بحث عن خير الأشخاص ومصلحتهم، لا عن خيره ومصلحته وحسب. وكان أناس زمانه يختبرون الخوف الناجم عن العيش بسلام في عالم يشهد حروبًا.

أضاف الكاردينال غوجيروتي أنّنا نحن أيضًا معتادون على العيش خارج أنفسنا، في زمن مطبوع بالابتعاد عن الذات، ونبقى أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف الذكيّ، اللذين يبعداننا عن أعماقنا، وعن أصوات الآخرين. ومن هذا المنطلق لا بدّ من أن نتعلّم من هذا القدّيس كيف نطرح الأسئلة.  

ختم الكاردينال قائلًا بأنّ أسقف هيبونا آمن بأنّ الله صار إنسانًا ومات بدافع المحبّة التي يكنّها تجاه كلّ واحد منّا، وهذا الأمر يعلّمنا أن نكون إخوة ونتكلّم مع بعضنا البعض بوداعة ورقّة. كما ينبغي أن تساهم كلماتنا في إرساء أسس المحبّة والتوافق، عوضًا عن زرع بذور الانشقاقات والخلافات.  

وأنهى كلمته بالقول: "لنصلِّ إلى ملفان الكنيسة هذا كي يوقظ فينا القوّة اللازمة لننظر في داخلنا ونكتشف هذه اللؤلؤة النفيسة التي هي المسيح".