لبنان
13 آب 2024, 08:00

"العالم كلّه يعيش خضّات مخيفة":البطريرك يونان

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ، بالقدّاس الإلهيّ بمناسبة ختام الرياضة الروحيّة السنويّة لجمعيّة الراهبات الأفراميّات بنات أمّ الرحمة، وذلك في كابيلّا بيت الفتاة، بطحا – حريصا، لبنان. شارك في القدّاس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة، والأب مارون موسى، المُرسَل اللبنانيّ المارونيّ، مرشد الرياضة الروحيّة، والأخوات الراهبات الأفراميّات.

 

بعد قراءة  الإنجيل المقدّس، اعتبر البطريرك لقاءه "مناسبة جميلة جدًّا أن نكون معكنّ، أيّتها الأخوات الراهبات الأفراميّات لأنّنا نحتاج جميعًا إلى العودة والنهل من ينبوع الروح القدس، كي نستطيع أن نتابع حياتنا ودعوتنا ورسالتنا".

أشار البطريرك إلى أنّ "كاتب الرسالة إلى العبرانيّين، يذكّر إخوته من الديانة العبريّة بأنْ سبق لهم وتألّموا كثيرًا في الماضي، أكان بالاضطهاد أو بالنفي أو بالسبي، لكن عليهم أن يتذكّروا أنّهم، إذا تألّموا من أجل الربّ إلهنا، فهو لن ينسى المكافأة الحقيقيّة لهم. وفي الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس متّى، نسمع هذه الكلمات التي أعطانا إيّاها الرب يسوع، حيث يعلن أنْ ليس تلميذ أفضل من معلّمه: إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم أيضًا. ونحن نعرف أنّ تلاميذ المسيح، على مدى الأجيال والقرون، سابقًا وحاضرًا، كانوا تلاميذ حقيقيّين يتشبّهون بالربّ يسوع، ويتقبّلون الآلام والعذابات".

كما لفت البطريرك إلى موضوع الرياضة وهو التأمّل بسرّ الفداء الذي تمّمه الربّ يسوع: "أُنقُضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيّام".  

قال البطريرك: "نعم، هذا الموضوع يعنينا تمامًا، نحن الذين قرّرنا أن نتبع الربّ يسوع مهما كانت الصعوبات والتحدّيات، متشبّهين به، ومتذكّرين أن علينا أن نتبعه في آلامه، وحتّى في موته، أكان موتًا معنويًّا نعيشه كلّ يوم وكلّ لحظة، وحتّى عندما نفارق هذه الحياة، فعلينا أن نتذكّر أنّنا مع الربّ".

أضاف قائلًا: "العالم كلّه يعيش اليوم خضّاتٍ مخيفةً، ولبنان لا يهدأ منذ سنوات، وهناك مواضيع كثيرة نتألّم بسببها، لا سيّما وأنّنا نتشارك المعاناة مع الذين يعيشون هذه الخضّات المؤلمة في حياتهم اليوميّة. نعم، كلّنا نعرف جيّدًا ظروف المعيشة اليوم في لبنان، ونشعر بالمآسي التي يعانيها الشعب، لذا فإنّنا مدعوّون كي نعطي الرجاء للذين نلتقي بهم في حياتنا، ونعطيهم بخاصّةٍ المَثَل بحياة رُهبانيّة حقيقيّة وتكرُّس كلّيّ للربّ".

ذكّر البطريرك الأخوات الراهبات بأنّ "التحدّيات التي تجابه التكرُّس الرهبانيّ اليوم كثيرة، فالعالم يتجاهلنا ويهملنا، لأنّ ثمّة عقليّة تسرَّبت إلى العالم، تتجاهل المؤمنين، وخصوصًا المكرَّسين والمكرَّسات، والذين يبذلون الكثير من التضحيات في أداء رسالتهم وخدمتهم. بالطبع لا أحد كامل، لكن هناك الكثير من الخير والرحمة والمحبّة التي عاشها وقدّمها الرهبان والراهبات ولا يزالون يقدّمونها لإخوتهم وأخواتهم الذين يحتاجون إليهم. مع ذلك، نتابع مسيرتنا مع الربّ يسوع، ونسأله، هو الذي تألّم ومات وقُبِرَ ثلاثة أيّام، ثمّ قام من بين الأموات بمجدٍ إلهيّ، أن يمنحنا العزاء والقوّة، كي نبقى دائمًا مكرَّسين ومكرَّساتٍ له، على الرغم من كلّ ما يسمح أن نمرّ به من مِحَنٍ وصعوبات".

وختم البطريرك مجدِّدًا الشكر "للأب مارون موسى الذي أحيا رياضة الراهبات، والآباء المشاركين في القدّاس، وهنّأ الراهبات على رسالتهنّ في لبنان، وسورية، والعراق وأنهى كلامه بـ"نضرع إلى الربّ كي يؤمّنَ كنيسته بمكرَّسين ومكرَّسات، ليكونوا شهودًا له ولمحبّته ولإنجيله بين إخوتهم وأخواتهم، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أمّ الرحمة، ومار أفرام...".