"الصليب هو علامة الغلبة وتأكيد خلاص المؤمنين، مهما اشتدّت عواصف الحياة": البطريرك يونان
بعد الإنجيل المقدّس، إستهلّ البطريرك كلامه "بنشيد من فرض الليل لعيد الصليب المقدّس بحسب الطقس السريانيّ ترجمته: "على خشبة الصليب ارتفع الربّ الإله لأنّه حَسُنَ لديه، له المجد، هو الذي احتمل الآلام بإرادته فوق الجلجلة، له نسجد كلّنا ونعظّمه بلا انقطاع".
قال البطريرك إنّ الكنيسة احتفلت بعيد الصليب منذ 1400 سنة منذ حادثة مهمّة تمّت في أوائل القرن السابع، حين أنقذ الإمبراطور المسيحيّ خشبة الصليب، وأعادها بعد أن كانت قد أُخِذَت عنوةً إلى بلاد فارس. ومنذ ذلك الحدث، صار المؤمنون يحملون خشبة الصليب، ويطوفون بها في المدن والقرى، وكان المسيحيّون يحتفلون بالبهجة والفرح، لأنّ الصليب الذي هو علامة خلاصنا أُنقِذَ من أيدي الناس الذين لم يكونوا بعدُ مؤمنين. من هنا تُقام حادثة إشعال النيران على قمم التلال أو الأسطح احتفالًا بعودة خشبة الصليب".
لفت البطريرك إلى أنّنا "نفتخر بالصليب، كما قال مار بولس، فصحيحٌ أنّنا ضعفاء ومسالمون، لكنَّ الغلبة هي للربّ يسوع الذي رضي وارتفع على الصليب، أي الذي قَبِلَ الآلام والموت على الصليب. وها هو سرّ الحياة المسيحيّة يتجلّى بشكل خاصّ في قول يسوع: من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه، وذلك ليس فقط بالكلام والمظاهر، بل بعيش الصليب، صليب الآلام على درب الصليب، على غرار الربّ يسوع".
ختم البطريرك كلمته متضرّعًا إلى الربّ يسوع، هو المصلوب الذي خلّصنا بصلبه وموته وقيامته، كي يمنحنا نعمة الثبات بمحبّته وبمحبّة الكنيسة. "ولا تنسوا أنّ كنيستنا السريانيّة تكرّم الصليب، فَنَسِمه على وجوهنا وصدورنا، ونفتخر به على الدوام، حتّى عندما نرنّم ܩܰܕܺܝܫܰܬ ܐܰܠܳܗܳܐ (التقديسات الثلاثة)، كان آباؤنا وأجدادنا يذكرون عبارة ܕܶܐܨܛܠܶܒܬ ܚܠܳܦܰܝܢ ܐܶܬܪܰܚܰܡ ܥܠܰܝܢ يا من صُلِبتَ لأجلنا ارحمنا. فالصليب هو حقيقةً علامة الغلبة وتأكيد خلاص المؤمنين، مهما اشتدّت عواصف الحياة".