"الصلاة هي السبيل للبقاء ثابتين، مع قلوب مرفوعة نحو السماء": الكاردينال بيتسابالا
بدأت الزيارة بلقاء خاصّ في قصر وستمنستر، مقرّ البرلمان البريطانيّ، بتنظيم من مجلس الأساقفة الكاثوليك في البلاد، حيث التقى البطريرك بكلٍّ من الكاردينال فينسنت نيكولز، رئيس أساقفة وستمنستر، وجاستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، وعدد من أعضاء البرلمان والمسؤولين الحكوميّين، بالإضافة إلى ممثّلي الجمعيّات الخيريّة العاملة في الأرض المقدّسة، بحضور عدد من الشخصيّات المسكونيّة وممثّلين عن حوار الأديان.
تحدّث البطريرك بيتسابالا عن الواقع المأساويّ الذي تعاني منه الأرض المقدّسة، مشدّدًا على أهمّيّة مقاومة اليأس وضرورة إحياء الإيمان والرجاء، هاتين الفضيلتين الإلهيّتين، داعيًا الجميع إلى ضرورة التحرّك السريع والمنظّم في وجه التحدّيات الحاليّة.
وأشار إلى الدمار الذي خلّفته الحرب القائمة، ولكنّه أبدى تفاؤله حول تغيير جوهريّ تقوده مجموعة من الناس على المستوى الشعبيّ، مشيرًا إلى أنّ "الكثيرين من الناس، وليس فقط الشباب، يشعرون بأنّ الوقت قد حان للقيام بتغيير جذريّ ولا يمكننا العودة إلى الوضع السابق".
قال: "أنا على قناعة بأنّ مستقبل الأرض المقدّسة لن تقرّره القوى السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة الكبيرة، بل هؤلاء الصغار أي الودعاء... يومًا بعد يوم، وعلى الرغم من كلّ شيء، سيبنون علاقات محبّة في عائلاتهم، وفي مجتمعاتهم، وفي كنائسهم، مؤمنين أنّهم ليسوا هناك لإظهار قوّتهم، بل لأنّ الله أرادهم هناك ليبنوا ملكوت الله بالتعاون مع غيرهم".
ثمّ زار البطريرك منظّمة فرسان مالطا الكبرى في بريطانيا، حيث التقى بالأعضاء وشاركهم صلاة المساء.
والتقى بأساقفة إنجلترّا وويلز وشارك في مؤتمر خاصّ بالأرض المقدّسة، وهي مبادرة طويلة الأمد تدعم الكنيسة المحلّيّة في الأرض المقدّسة. في المساء، حضر صلاة عشيّة احتفالات الذكرى السبعين لتأسيس منظّمة فرسان وسيّدات القبر المقدّس في إنجلترّا وويلز، وترأّس مراسم تنصيب فرسان وسيدات القبر المقدّس الجدد في كاتدرائيّة القدّيس جورج في ساوثوورك، إلى جانب الحاكم الأعلى لفرسان إنجلترّا.
تحدّث في عظته عن مستقبل الأرض المقدّسة الذي سيكون في يد "الودعاء"، أولئك الذين يخدمون الآخرين على الرغم من الاضطهاد، ويعملون بجدّ لبناء روابط المحبّة بين الجماعات المختلفة.
اختتمت زيارة الكاردينال بالقدّاس في كاتدرائيّة وستمنستر في لندن، وفي كاتدرائيّة سانت ماري في إدنبرة، حيث التقى برئيس الأساقفة ليو كوشلي. وقال في كلمة له: "إنّ الربّ يدعونا إلى أن نكون يقظين ومترقّبين من خلال الصلاة، لنثبت في مواجهة الاضطرابات.
الصلاة هي السبيل للبقاء ثابتين، مع قلوب مرفوعة نحو السماء، منتظرين تدخل الله في أصعب اللحظات". وأكّد أنّ السلام الدائم في الأرض المقدّسة لا يتحقق إلّا بفضل يسوع "أمير السلام"، داعيًا الجميع إلى الصلاة بروح واحدة كي تتقارب القلوب مع محبّة الله ورحمته.