لبنان
21 كانون الثاني 2021, 06:00

"الصّلاة معًا" موضوع تأمّل اليوم الرّابع من أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين

تيلي لوميار/ نورسات
إنّه اليوم الرّابع من أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، وفيه يتأمّل المسيحيّون بموضوع "الصّلاة معًا"- "لم أعد أدعوكم خدّامًا... بل أدعوكم أحبّائي" (يو 15، 15)، ويتعمّقون بالكلمات التّالية:

"إنّ الله متعطِّشٌ إلى العلاقة معنا نحن البشر. كان يبحث عنّا عندما كان يبحث عن آدم ويناديه في الجنّة: "أين أنت؟" (تك 3: 9). ثمّ جاء الله في المسيح للقائنا. فعاش يسوع الصّلاة، متحّدًا بشكلٍ وثيق مع أبيه، بينما أقام صداقات مع تلاميذه ومع أولئك الّذين التقى بهم. لقد عرّفهم على أثمن ما عنده: علاقة المحبّة الّتي تربطه بأبيه الّذي هو في الوقت عينه أبونا. لقد رنّم يسوع المزامير مع الشّعب، تلك المزامير المتجذّرة في التّراث اليهوديّ الثمين. وكان يخرج في أوقاتٍ أخرى للصّلاة منفردًا.

يمكن لصلاتنا أن تكون فرديّة أو جماعيّة مشتركة. فهي إعجاب أو شكوى أو شفاعة أو شكر أو صمت بخشوع. وفي بعض الأحيان تكون الرّغبة بالصّلاة حاضرة على الرّغم من عدم القدرة على القيام بها. لكنّ الالتفات إلى يسوع والطّلب إليه بعبارة "علّمني" يفتح الطّريق إلى الصّلاة. إنّ رغبتنا بالصّلاة هي صلاة بذاتها.

أن نكون ضمن مجموعةٍ أمرٌ مشجِّعٌ. فإنّ الشّركة تنشأ من خلال التّرانيم والكلمات والصّمت. فحين نذهب للصّلاة مع مسيحيّين من تقاليد أخرى، قد نتفاجأ بالشّعور بالاتّحاد برباط الصّداقة الّتي تأتي من المسيح، الّذي يتخطّى كل انقسام. تختلف الأشكال، ولكن الرّوح الّذي يجمعنا هو نفسه.

" في انتظام الصّلاة المشتركة، تنبت محبّة يسوع فينا دون أن نعرف كيف يتمّ ذلك الأمر. الصّلاة المشتركة لا تُعفينا من الصّلاة الشّخصيّة الفرديّة. فالواحدة تدعم الأخرى. فدعونا نتوقف كلّ يوم لحظة لتجديد أنفسنا في علاقتنا الشّخصيّة مع المسيح يسوع".  (تيزيه، الكتابات التّأسيسيّة)."

وفي ختام التّأمّل صلاة كُتب في سطورها ما يلي: "أيّها الرّبّ يسوع، كانت حياتك كلّها صلاة وتناغمٌ كامل مع الآب. من خلال روحك القدّوس، علّمنا أن نصلّي وفقًا لإرادة محبتّك: ليتّحد المؤمنون في جميع أنحاء العالم في الشّفاعة والتّسبيح، وليأتِ ملكوتك، ملكوت المحبّة."