"السينودس، مجمعيّة مسؤولة، والتزام بالعمل معًا": البطريرك ساكو
أوضح البطريرك ساكو في دعوته الأساقفة إلى الحضور للمشاركة في جلسات السينودس المقرّر انعقاده في الخامس عشر من تمّوز/يوليو معنى السينودسsynodos قال: "هي كلمة يونانيّة تعني "السير معًا والعمل معًا"، وفي السريانيّة - الكلدانيّة يُستخدم مصطلح "ܟܢܘܫܝܐ" ويعني المجمع/الاجتماع، وهو نهج أساسيّ لإدارة الكنيسة، ويعود إلى القرون المسيحيّة الأولى.
السينودس من أهمّ أحداث الكنيسة. الهدف منه هو التشجيع على "المجمعيَّة" في دراسة سبل سير الكنيسة وحمل الرسالة تحت أنوار الروح القدس، في ظروف كلِّ زمان ومكان".
قال البطريرك ساكو: "السينودس يدعم وحدة الكنيسة، ويحافظ على خصوصيّتها كذاتِ حقٍّ خاص Sui juris، لكنّها في شركة تامّة مع الكنيسة الكاثوليكيّة ومرتبطة بسلطة الحبر الأعظم، بصفته خليفة بطرس” مع بطرس وتحت سلطته"، وضمن سلطة البطريرك بصفته رئيس كنيسته وأباها.
السينوس زمن خاصّ، يجتمع فيه أساقفة الكنيسة (الكلدانية بالنسبة إلينا)، للتفكير حول مسائل متعلّقة بكنيستهم وحاجاتها، وسط التحوّلات الكبيرة الطارئة على المجتمع الحاليّ، والتي غيّرت عقليّة الناس وثقافتهم. كذلك لمناقشة التحدّيات التي يعيشها المجتمع الذي نحن جزء أصيل من نسيجه، مثل موضوع السلام والاستقرار، وحقوق الإنسان والهجرة، لتسليط نور الله عليها، وترسيخ الرجاء عند الناس. للكنيسة كلمة في السياسة".
تابع البطريرك ساكو كلامه على الأجواء التي يجب أن تسود في السينودس قال: "الجوّ الانسيابيّ المريح في السينودس يَخلقُه كلُّ أسقفٍ بوعيه لمسؤوليّته، ورحابة صدره، ولياقته، وأسلوب مشاركته لخير الكنيسة، بعيدًا عن غايات شخصيّة خاصّة. فلا طاعة عمياء ولا ديكتاتوريّة في السينودس... البطريرك بصفته رئيس السينودس، يضطلع بدور المحافظة على النظام، واحترام الثوابت. يُعطي الكلام لمن يَطلبه شرط أن يكون في إطار الموضوع، ومن دون الاسترسال.
للبطريرك صوت واحد مثل كلّ أسقف. والتصويت سريٌّ. وإعلان نتائج التصويت يتمّ من قبل أسقفين أمام الجميع. تلك مسؤوليّة ضميريّة.
جدول الأعمال يُرسل إلى الأساقفة قبل انعقاد السينودس بشهرين تقريبًا، ويُعتمد بعد مناقشته مع السينودس.
تتمّ مناقشة المواضيع المدرجة في جدول الأعمال في خلال جلسات السينودس، وبالأدوات المتاحة كلّها".
تابع البطريرك ساكو كلامه على السينودس قال: "توجّه الكنيسة الكاثوليكيّة منذ المجمع الفاتيكانيّ الثاني وإلى اليوم هو توجّه حداثيّ aggiornamento.
من هذا المنطلق اخترت شعار"الأصالة، الوحدة، التجدّد". ولقد حقّقنا الكثير بفضل إخوتي الأساقفة: تأوين الطقوس، وطباعتها بشكل أنيق، كما تمّ إعداد الحقّ الخاصّ بكنيستنا، وضبط النهايات السائبة بحسب القوانين الكنسيّة لدى الكهنة واللجان الماليّة، ومتابعة التنشئة المستدامة للكهنة، وتنفيذ مشاريع عدّة. هذا فضلًا عن العمل الجّبار في إغاثة المهجّرين من قبل داعش، وإعادة إعمار بيوتهم بعد التحرير، وتأسيس الرابطة الكلدانيّة، والدفاع عن حقوق المسيحيّين والمطالبة بدولة مواطنة حقيقيّة، ما حوّل البطريركيّة إلى مرجعيّة مسيحيّة أمام الحكومة، وصوتًا للمسيحيّين في المحافل الدوليّة، لذلك تمّ استهدافها"!
"أخيرًا"، وهكذا ختم البطريرك كلامه، "أقول للجميع إنّنا سنثابر على العمل من أجل خير الكنيسة وتقدّمها، ومن أجل بلدنا العزيز العراق، على الرغم من المعاناة والصعوبات اليوميّة. لن نستسلم أبدًا للزوابع، إيمانًا منّا بأنّ الربّ سيقوّينا في الشدائد، كما يقوّي حاليًّا البابا فرنسيس، أمام حملات الانتقاد والتسقيط. هذه الطبيعة البشريّة! لكنّنا على يقين أنّ الكنيسة المبنيّة على الصخرة، لن تهتزّ ولن تنكسر!"