"السلام لا يكون على حساب الجياع والفقراء": المطران أنطوان العنداري
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، ركّز المطران العنداري، في عظته، على بشرى الخلاص من خلال ولادة يسوع المسيح، قال: "أتت بشرى الميلاد للناس أجمعين، والأجيال كلّها، الغنيّ والفقير، الكبير والصغير، المتألّم والمحزون، المسجون والبائس واليائس، المُبصر والضرير...لقد تجسّد يسوع المسيح وصار إنسانًا من أجلنا، ليكون إلهنا معنا، ليخلّصنا من قيود الخطيئة ويهدينا إلى درب السلام والمحبّة، وينعش فينا الرجاء. ليذكّرنا بأنّ الله محبّة فيما نحن نعيش في عالم ملّوث بالفساد. جاء يسوع حاملًا إلينا النور الحقيقيّ، نور الخلاص والمحبّة".
أضاف: "أن نعيّد الميلاد، يعني أن نستقبل الطفل يسوع، ونقبل البشرى الجديدة والسارّة التي ستغيّر حياتنا. يسوع يطرق بابنا فهل نفسح له المجال لأن يدخل إلينا ويسكن في مغارة قلوبنا؟ ونعمل ما يقوله لنا؟
مع يسوع فرح ومحبّة وسلام. هو "الكلمة" الذي صار جسدًا وحلّ بيننا، نريده أن يدخل قلوبنا، فنحن نحتفل بمظاهر العيد من خلال، مغارة، وشجرة، وهدايا، وولائم، وهذا تعبير لا بأس به. ولكن، هل نتأمّل في صاحب العيد، الطفل الملفوف بالأقمطة، والمضجع في المزود؟ فإذا كان هذا الطفل هديّة السماء المجّانيّة لنا، فهل نهديه ذواتنا أم لا؟"
وتابع: "إنّه حمل الله الذي أتى ليخلّص العالم من عبوديّة الخطيئة، فهل نريد أن نتحرّر به من براثن شرّ الفساد والانقسامات والخلافات والخطايا؟
نعم، ولد المسيح ليعلّمنا أنّ السلام الحقيقيّ لا تُمليه الاتّفاقيّات، ولا المعاهدات، ولا الوثائق ولا ألاعيب السياسة - كما قال البابا بولس السادس، لأنْ لا سلام على حساب الجياع، والعراة، والفقراء.
نعم، يسوع يقول لنا اليوم أكثر من أي يوم مضى "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم". ولد المسيح ليقول لنا "لا سلام حقيقيًّا إلّا في احترام الضعيف، والحرص على كرامة الإنسان، بعيدًا عن الأنانيّة والمصالح الشخصيّة والمساومات".
ختم المطران العنداري، قال: "أجل، أجمل ما في عيد الميلاد أن نعود إلى الميلاد، إلى مغارة بيت لحم لنستلهم من طفل المغارة المحبّة والسلام فينقشعَ الظلام ويشعَّ نور الله الخلاصيّ فينا فنتحرّر من أثقال أوضاعنا والهموم التي ترهقنا، وتعود إلينا حياة جديدة تنبعث من محبّة يسوع لنا، ونكون حقًا أبناء الله وبناته".