"الساقطون أقمهم": من تعليم البابا تاوضروس الثاني
تلا البابا تواضروس الثاني صلوات رفع بخور عشيّة، بمشاركة عدد من أساقفة الكنيسة وكهنتها، وعقب الصلاة ألقى القمّص موسى موسى، كاهن كنيسة مار ميخائيل، رئيس الملائكة كلمة ترحيب بالبابا، معربًا عن فرحة شعب الكنيسة بزيارته، مشيرًا إلى تاريخ إنشاء الكنيسة.
إستكمل البابا سلسلة "طلبات من القدّاس الغريغوريّ"، وتناول جزءًا من المزمور ١٤٥ الأعداد (١٤ - ٢١)، وتأمّل في طلبة "الساقطون أقمهم"، وأوضح أنّ الله يسمح بسقوط الإنسان لفائدته.
شرح البابا نوعيّات السقوط، كالتالي:
١- السقوط النفسيّ، أسبابه هي:
الإصابة بالكآبة، نتيجة صدمات حياتية، "لماذا أنت منحنيةٌ يا نفسي؟ ولماذا تئنّين فيّ؟ ترجّي الله" (مز ٤٣: ٥)، والعلاج يتمثّل في الرجاء في الله، "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب ١٣: ٨).
الخيانة والتي تتسبّب في صدمة شديدة للإنسان، فيمتلئ قلبه بمشاعر المرارة والكراهية، ولكنّ السيّد المسيح تعرّض للخيانة من أحد تلاميذه، وهو يعلّمنا المغفرة وهذه تشفي الجروح الداخليّة.
فقْدُ روح الأمل ما يجعل الإنسان يشعر بعدم وجود الطاقة بسبب ضغوط الحياة، والعلاج يتمثّل في الآية: "نحن نعلم أنّ كلّ الأشياء تعمل معًا للخير للّذين يحبّون الله" (رو ٨: ٢٨).
٢- السقوط الروحيّ، وأسبابه هي:
غفلة الإنسان، "اسهروا وصلّوا لئلّا تدخلوا في تجربةٍ" (مت ٢٦: ٤١).
عدم الشركة مع الله، "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" (يو ٦: ٥٦).
الانجذاب للشهوات.
فراغ القلب، "لا تحبّوا العالم ولا الأشياء التي في العالم... والعالم يمضي وشهوته" (١يو ٢: ١٥ - ١٧).
الارتباط بأماكن وعلاقات رديئة.
إهمال الإنجيل، وكلمة BIBLE هي اختصار basic informations before leaving the earth والتي تعني "المعلومات الأساسيّة قبل أن نغادر الأرض"، المقصود بها الوصيّة.
الكبرياء، "إذًا من يظنّ أنّه قائمٌ، فلينظر أن لا يسقط" (١كو ١٠: ١٢).
الفتور الروحيّ الموقّت، "قلبًا نقيًّا اخلق فيّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في داخلي" (مز ٥١: ١٠).
السقوط العميق بلا توبة، "وهو لا يشاء أن يهلك أناسٌ، بل أن يقبل الجميع إلى التّوبة" (٢ بط ٣: ٩).
أجاب البابا على السؤال: كيف يقيم الله الساقطين؟
١- التوبة والاعتراف وممارسة الأسرار.
٢- الكلمة المقدّسة والوصيّة، "«استيقظ أيّها النّائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح». فانظروا كيف تسلكون بالتّدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء" (أف ٥: ١٤، ١٥).
٣- الإرشاد والمشورة سواء من الكنيسة أو المجتمع.
واختتم قداسته قائلًا: "الله لا يحسب لنا مرّات السقوط وإنّما مرّات القيام".