"الحوار منَع الحرب بين تشيلي والأرجنتين قبل 40 عامًا": البابا فرنسيس
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1984، وقّعت تشيلي والأرجنتين معاهدة تاريخيّة للسلام والصداقة أنهت نزاعًا حدوديًّا طويل الأمد حول قناة بيغل، والذي تصاعد إلى حافة النزاع المسلّح في عام 1978.
تمّ تسهيل المعاهدة، التي ساعدت على استقرار العلاقات في شبه القارّة الأميركيّة الجنوبيّة، من قبل الكرسي الرسوليّ، مع البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني الذي لعب دورًا محوريًّا في الوساطة بين طرفي النزاع.
تمّ الاحتفال بتوقيع الاتّفاق التاريخيّ في حدثٍ نظّمته سفارتا تشيلي والأرجنتين لدى الكرسي الرسوليّ في الفاتيكان بحضور البابا فرنسيس والكرادلة وأعضاء السلك الدبلوماسيّ.
إغتنم البابا هذه المناسبة ليجدّد نداءه القلبيّ للعالم من أجل السلام والحوار.
وفي كلمته في الحفل، أشار إلى أنّ "الالتزام الثابت الذي أبداه البلَدان إبّان المفاوضات الطويلة والصعبة وثمار السلام والصداقة التي تمّ جَنْيُها يمكن أن تكون نموذجًا جديرًا بالتقليد" في هذا المنعطف الصعب بشكل خاصّ بالنسبة إلى العالم.
وأشار البابا فرنسيس إلى الدور الحاسم الذي لعبه القدّيس يوحنّا بولس الثاني، إلى جانب أساقفة كلا البلديْن بدعم من الشعبيْن الأرجنتينيّ والتشيليّ، في إيجاد حلّ سلميّ وطويل الأمد للصراع المتجذّر في العدالة والقانون الدوليّ واستبعاد القوّة.
وفي معرض حديثه عن الكلمتيْن الرئيستيْن للمعاهدة، السلام والصداقة، شدّد البابا فرنسيس على أنّ هذا النموذج للتسوية الكاملة والنهائيّة والسلميّة للنزاع "يستحقّ إعادة اقتراحه في الوضع العالميّ الحاليّ، حيث تستمرّ نزاعات عديدة وتتدهور من دون إرادة فعّالة لحلّها من خلال الاستبعاد المطلق للجوء إلى القوةّ أو التهديد باستخدامها".
ثمّ أشار البابا إلى الظلم والعنف وعدم المساواة، التي، إلى جانب "أزمة المناخ الخطيرة والتغيير الأنثروبولوجيّ غير المسبوق"، لا تزال تؤجّج الصراعات اليوم. وشدّد على ضرورة مواجهة هذه النكسات من خلال فتح قلوبنا "للقاء مع الله ونمو أكثر وعيًا بأنفسنا وجيراننا والحقائق من حولنا".
"إنّها الصداقة مع الله، التي تنعكس بعد ذلك في العلاقات البشريّة الأخرى. هذا هو أساس الفرح الذي لن يفشل أبدًا".
كذلك، أعرب الأب الأقدس عن أسفه لما أسماه «نفاق» العديد من الدول، التي تتحدّث عن السلام بينما تستثمر في الأسلحة: «هذا النفاق»، كما قال، «يقودنا دائما إلى الفشل. فشل الأخوّة، فشل السلام".
إختتم البابا فرنسيس خطابه بطلب بركة الله للأرجنتين وتشيلي والدول كلّها التي تسعى جاهدة من أجل السلام بشفاعة مريم، ملكة السلام.