"الحرّيّة هديّة من الله": المطران بو نجم
شدّد المطران بو نجم في عظته على "أهمّيّة عقيدة الحبل بلا دنس، بحيث نالت مريم نعمة خاصّة أنّها لم تولد بالخطيئة الأصليّة لأنّ الله كان يحضّرها لأن تكون أمًّا لابنه". وقال: "لفهم الخطيئة الأصليّة يجب أن نعود إلى سفر التكوين وكتاب الحكمة الذي يقول إنّ الله خلق الإنسان لحياة أبديّة وصنعه على صورته الخالدة. ولكنّ حسد إبليس أدخل الموتَ العالمَ. وإبليس حسب التعليم المسيحيّ في الكنيسة الكاثوليكيّة هو ملاك متمرّد على إرادة الربّ، وهذا الملاك متمثّل بالحيّة في قصّة آدم وحوّاء، والحيّة هي التي شجّعت الإنسان على الخطئية، وعلى التمرّد. فالإنسان الأوّل المتمثّل بآدم وحوّاء، خلق حالة سوء استعمال الحرّيّة، وشجّع الإنسان على التمرّد على الله. الخطيئة الأصليّة هي الحالة التي نولد فيها، حالة التمرّد، حالة رفض الله في حياتنا وعيش إرادته. مريم، بنعمةٍ خاصّة، لم تولد بالخطيئة الأصليّة. بالتالي، ما أدّى إلى الخطيئة هي إساءة استعمال الحرّيّة علمًا أنّ الحرّيّة هي هديّة من الله، وما أجمل أن يقرّر الإنسان كيفيّة عيش حياته".
ختم المطران: "عندما اختار الله أن تكون مريم أمّا للمخلّص، أراد، من خلالها، سحق رأس الحيّة أي الخطيئة. فعقيدة الحبل بلا دنس تذكّرنا بحالة تمرّد عاشها الإنسان، وبِـنَعَم مريم التي أعطتنا حالة نعمة جديدة، وأعطتنا القوّة للتخلّص من الخطيئة. عندما ننظر إلى مريم، نرى فيها إمرأة طاهرة، عاشت حرّيّتها بطريقة صحيحة.
نحن مدعوّون إلى أن نكون مثل مريم، على صورة الله؛ فكما قبلت مريم يسوع في حياتها وقدّمته إلى العالم، علينا أن نقبل يسوع في حياتنا ونعطيه للعالم".
بعد القدّاس، ألقى فارس الجميّل الذي تولّى إقامة مغارة سيّدة لورد كلمة قال فيها: "اللقاء الذي يجمعنا في حمى أمّنا مريم العذراء يحمل الكثير من المعاني أبرزها روح الجماعة والمشاركة التي تتميّز بها. علاقتي مع مزار سيّدة لورد في فرنسا قديمة جدًّا وأحببت أن أقيم هذا المزار ليكون رسالة أمل ورجاء في هذا الزمن الذي يمرّ به وطننا. نحن متعلّقون بشكل استثنائيّ بهذه الكنيسة وهي تاريخنا وبإذن الله فإنّ الوزنات التي أعطانا إيّاها الربّ ستتضاعف بقوّة الإيمان والرجاء.. وبإذنه نكمل مشوار هذه الحياة بعناية أمّنا مريم العذراء سيّدة المعونات وسيّدة لورد".