"الجامعة أمّ مرضعة تدرّ غذاء للروح والنفس": البطريرك يوحنّا العاشر
بطبيعة الحال، كانت للبطريرك يوحنّا، في جامعة تشرين كلمة، من أبرز ما جاء فيها: "يحلو لي أن أطلّ عليكم ومن خلالكم على سورية وعلى المشرق الذي تسمّت كنيسة أنطاكية وتكنّت به على مرّ العصور...
Alma Mater، هكذا تسمّت الجامعات والمدارس وهكذا اعتاد البحّاثة والأكاديميّون أن يسمّوا هذه الصروح العلميّة: "الأمّ المرضعة". والمصطلح يعود في أصله إلى الإغريق والرومان الذين استخدموا هذا المصطلح ورقَموا به آلهة عصرهم. فالجامعة والمدرسة هي الأمّ المرضعة التي تصنع الأجيال والتي تدرُّ غذاء الروح والنفْس لأجيال وأجيال فترمّم النفس وترصّع المجتمع بالقيَم التي تزيّن بها النفس وتغذّي بها الروح."
تابع البطريرك يوحنّا قال: "نطلّ اليوم على هذا الوطن من قلب جامعةٍ. والجامعة هي التي تجمع. هي التي تجمع العلوم وتجمع الأفراد إلى معينِ العلم والمعرفة. نطلّ في زمنٍ يُمتهن فيه العلم وتُمتهن فيه المعرفة عندما تُفرَغ من مبرّر وجودها.
نحن ههنا لنؤكد على أهمّيّة العمليّة التربويّة وعلى محوريّة دور الجامعات في بناء إنسان الوطن، إنسان الحضارة والثقافة المتعمِّدة دائمًا بقيم الخير العامّ والأخلاق والمتغرّبة عن غرور الإنسان وتبجّحه بنفسه وعن الكبرياء البشريّة التي تؤلّه، ولو باطنيًّا، فكر الإنسان وعقله وتسخّر التكنولوجيا للتدمير وللشرور لا لخير البشر وحسن سير حياتهم".
أضاف البطريرك قال: "نطلّ من قلب كنيسة أنطاكية. إذا كانت القدس مهد المسيح، فإنّ أنطاكية هي المهد الفكريّ لهذه المسيحيّة التي انطلقت منها، من عاصمة الشرق.
لقد تحسّست كنيسة أنطاكية أهمّيّة العمليّة التربويّة في هذا البلد. فكانت المدارس الآسيّة في دمشق الذائعة الشهرة وكانت المدرسة الغسّانيّة في حمص الغنيّة عن التعريف. لقد تفيّأت مدارسها ببوابات الأديار واستظلّت بقبب الكنائس وضمّت الطلّاب من الأطياف كلّها. فأقيمت المدارس في الأديار ومثالها مدرسة دير القدّيس جاورجيوس الحميراء...."
ختم البطريرك يوحنّا العاشر كلمته باستمطار رحمات الله على شهداء سورية وعزّى عائلاتهم، وبطلب البركة لللاذقيّة وجامعتها تشرين ونفوس السوريّين الطيّبة.