"الاحتفالات الروحيّة في لبنان تتعلّق بصدق الإيمان والتواضع ومحبّة الآخر": المطران جورج بقعوني
بعد الإنجيل المقدّس، تحدّث المطران بقعوني عن "أهمّيّة الإيمان الصحيح بالصلاة والقناعة والتواضع وليس بالكلام وحده"، لافتًا إلى أنّ "كنائس كثيرة تبنى على اسم القدّيس شربل، انطلاقًا من الشفاءات التي ينعم بها الله، من خلال هذا القدّيس، على المؤمنين وطالبي شفاعته، فالمؤمن يحتاج إلى قناعة، لا سيّما وأنّنا اليوم نعيش واقعًا صعبًا يحتاج إلى أعجوبة خلاص، بل يحتاج إلى قدّيسين ظلّوا أمينين لله، في اليُسر والعُسر، وثابتين فيه في الراحة والصعوبات".
أضاف المطران بقعوني: "مار شربل أعطى صورة من صور القداسة. الحقيقة أنّ القدّيسين اعتنقوا القداسة، هم من الطبقة البسيطة الذين مارسوا إيمانهم في هذا العالم بالمحبّة والقبول والصدق والإيمان والإخلاص لتعاليم يسوع. وانتقال السيّدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء دليل على ذلك، بتواضعها وانسحاقها. فهي تجاوبت مع مشيئة الله، وجاهدت لتتمّ المطلوب منها من قبل الله، ليس فقط في تربية يسوع ولكن عندما انطلق ليتمّ رسالته التي من أجلها أُرسل، فكانت إلى جانبه، حتّى أقدام الصليب".
وتابع المطران: "تتعلّق الاحتفالات الروحيّة في لبنان بصدق الإيمان وصدق التعاطي الروحيّ، وصدق التواضع ومحبّة الآخر. عليه، ينبغي لنا أن نكون نحن كما يُراد لنا في الإيمان والقداسة، أنقياء القلوب كما كانت مريم في حياتها كأمّ متخلّية عن ذاتها وعن الأنا خاصّتها، أي أنانيّتها التي يعيشها كلّ واحد منّا اليوم بمندرجاتها كلّها، والتي تحرمنا الصدق في التعامل وستؤدّي بنا، في النهاية، إلى الهلاك".
ختم المطران بقعوني بالدعوة الى "العودة إلى الايمان الصحيح والتواضع ونكران الذات ومحبّة الآخر متخلّين عن الأنا والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعيّة لنستحقّ أن نكون في خدمة الله ومحبّته بتواضع المؤمن الصادق قولًا وفعلًا وعملًا صالحًا، لنكون بين قدّيسيه".