"الإيمان مصدر قوّتنا وفرحنا في نشر الإنجيل لخير البشريّة": البطريرك الراعي
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، انطلق البطريرك الراعي في كلمته من الآية "كان عيد التجديد في أورشليم" (يو 10: 22) وقال: "عيد التجديد، هو عيد تجديد هيكل سليمان سنة 160 قبل المسيح، على يد الملك يهوذا وإخوته، بانتصارهم على أنطيوخوس الملك الوثنيّ، الذي كان حوّله هيكلًا للأصنام.
ثمّ جدّده الربّ يسوع، يوم طرد منه الذين يبيعون ويشترون، وقال لهم: "إنّ بيتي بيت صلاة يُدعى لجماعة الأمم، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (مر 11: 15-17). بفعله هذا وقوله اختصر تعليمه عن هيكل الله بأنّه للصلاة، وللأمم جميعها، ما يعني أنْ في بيت الله، يلتقي الناس أجمعين لعبادة الله الواحد والوحيد. وبات العيد يُسمّى في العهد الجديد أحد تجديد البيعة، أي دعوة لإدراك سرّ الكنيسة، واللجوء إلى ينابيع الخلاص التي فيها. فلا ننظر إليها كمجرّد طائفة ذات وجه اجتماعيّ فقط، ونتعامل معها على هذا الأساس".
أضاف البطريرك: "اليوم أحد تجديد البيعة طقسيًّا. ويعني تجديد الإيمان بالله وبالكنيسة المقدّسة، الواحدة، الجامعة، الرسوليّة.
وهي بيت الله الروحيّ الحيّ المؤلّف من حجارة حيّة هم المؤمنون والمؤمنات بالمسيح، بحسب تعليم القدّيس بطرس الرسول: "كونوا أنتم أيضًا كحجارة حيّة، بيتًا روحيًّا، لتصيروا جماعة كهنوتيّة مقدّسة، مبنيّة على الحجر الحيّ المختار عند الله يسوع المسيح" (1 بطرس 2: 4-5).
ويذهب بولس الرسول إلى أبعد من ذلك بما كتب إلى أهل كورنتس: "أما تعلمون أنّكم هيكل الله، وأنّ روح الله يسكن فيكم. فمن يهدم هيكل الله يهدمه الله، لأنّ هيكل الله مقدّس وهو أنتم" (1 كور 3: 16-17).
تابع البطريرك: "عيد تجديد البيعة هو التجدّد في الإيمان بيسوع المسيح الذي يقول عن نفسه في إنجيل اليوم إنّه ابن الله، وإنّه المسيح الذي قدّسه الآب وأرسله إلى العالم، وإنّه الراعي الذي يعرف خرافه، ويحميها فلا يخطفها من يده أحد، وهي تعرفه تسمع صوته وتتبعه (يو 10: 27-28).
شرح البطريرك أنّ هذا التجدّد في الإيمان يقتضي منّا ثلاثًا:
أوّلًا: جعل الإيمان مصدرًا لقوّتنا وفرحنا في نشر رسالة الإنجيل لخير البشريّة جمعاء،
ثانيًا: السير على درب المسيح القائل: "أنا الطريق والحقّ والحياة (يو 14: 6). فهو الطريق إلى الحقيقة التي تنير وتحرّر. وهو طريق المؤمن إلى الحياة التي تنشله من موت الخطيئة وتشركه في الحياة الإلهيّ،
ثالثًا: الإرادة والرغبة والحماس في تقاسم هبة الإيمان، بحيث يصبح كلّ واحدٍ وواحدة منّا معلنًا لإنجيل المسيح، من موقعه وحالته ومسؤوليّته، بغيرة بولس الرسول القائل: "الويل لي إن لم أعلن الإنجيل" (1 كور 9: 16).
أضاف البطريرك: "يوم تجديد الإيمان بالمسيح وبالكنيسة، هو تجديد يطال كلّ شخص بشريّ، بحيث يتجدّد في أفكاره وتصرّفاته ويتحرّر من عتيقه في أيّ حالة كان أو مسؤوليّة".