"الأصوات النسائيّة لديها الكثير لتساهم به في بناء الصالح العامّ": البابا فرنسيس
من الأهمّيّة بمكان التذكير بالخير العام، وهو أحد الركائز الأساسيّة للتعليم الاجتماعيّ للكنيسة".
شدّد البابا فرنسيس على ذلك في رسالته إلى حدث - "حوار حول الصالح العامّ: النظريّة والتطبيق" – من تنظيم الأكّاديميا الحبريّة للحياة وعقد مؤخَّرًا في الفاتيكان.
نظر الحوار في الكيفيّة التي يمكن بها لاقتصاديّات جديدة للصالح العامّ أن تساعد في اتّخاذ إجراءات عاجلة جيّدة التصميم لمشاكلنا الاقتصاديّة والاجتماعيّة، المتعلّقة بالصحّة والبيئة، بما في ذلك التنوّع البيولوجيّ والمناخ والمياه، ومستقبل الذكاء الاصطناعيّ.
في رسالته، حيّا البابا المشاركين، مشيرًا إلى أنّه، ضمن مجموعة واسعة من الأفكار حول موضوع الخير العامّ، يرى أنّ هذا الاجتماع مهمّ بشكل خاصّ لسببين على الأقلّ:
الأوّل هو أنّ الترويج له يتمّ من قبل الأكّاديميا الحبريّة للحياة، وهنا ناشد قائلًا: "إذا كنّا نرغب حقًّا في حماية الحياة البشريّة في كلّ سياق وموقف، فلا يمكننا تجاهل وضع مواضيع الحياة، حتّى تلك الأكثر كلاسيكيّة في المناقشات الأخلاقيّة البيولوجيّة، ضمن السياقات الاجتماعيّة والثقافيّة التي تحدث فيها هذه الظواهر".
وحذّر البابا فرنسيس من أنّ "الدفاع عن الحياة الذي يقتصر على جوانب أو لحظات معيّنة فقط، ولا يأخذ في الاعتبار بشكل متكامل الأبعاد الوجوديّة والاجتماعيّة والثقافيّة جميعها، يخاطر بأن يكون غير فعّال وقد يقع في إغراء النهج الأيديولوجيّ، حيث يتمّ الدفاع عن المبادئ المجرّدة أكثر من الأشخاص الحقيقيّين".
وبالنظر إلى ذلك، فإن السعي إلى تحقيق الصالح العامّ والعدالة، كما قال، "هما جانبان أساسيّان لأي دفاع عن كلّ حياة بشرية"، وبخاصّة "للأكثر هشاشة وعَزْلًا، في ما يتعلّق بالنظام البيئيّ بأكمله الذي نعيش فيه".
والنقطة الثانية التي قال إنّه يودّ إبرازها هي أنّ الحدث سيشهد حضور امرأتين لهما مسؤوليّات وخلفيّات مختلفة.
وناشد البابا قائلًا: "نحن بحاجة، سواء في المجتمع أو في الكنيسة، إلى الاستماع إلى أصوات النساء".
"نحن بحاجة إلى أشكال مختلفة من المعرفة للتعاون في تطوير تفكير واسع وحكيم حول مستقبل البشريّة".
"نحن بحاجة إلى مساهمات حقيقيّة من ثقافات العالم أجمع، ما يسمح لها بالتعبير عن احتياجاتها ومواردها".
وبهذه الطريقة فقط، اقترح البابا "يمكننا التفكير وتوليد عالم مفتوح"، وهو ما أشار إليه، وشجّع عليه في الفصل 3 من رسالته العامّة فراتيلي توتي حول الأخوّة الإنسانيّة.
وفي إشارة إلى الرسالة العامّة، شدّد البابا على أنّ الأخوّة العالميّة هي، بطريقة ما، "طريقة "شخصيّة" ودافئة لفهم الخير العامّ"، وليست "مجرّد فكرة، أو مشروعًا سياسيًّا أو اجتماعيًّا، بل شركة وجوه وقصص وأشخاص".
بالإضافة إلى ذلك، ذكّر الأب الأقدس بأنّ الخير العامّ هو، "قبل كلّ شيء"، "ممارسة تتكوّن من القبول الأخويّ والبحث المشترك عن الحقيقة والعدالة".
"في عالمنا الذي يتّسم بالعديد من الصراعات والانقسامات، والتي غالبًا ما تكون نتيجة لعدم القدرة على النظر إلى ما وراء المصالح الفرديّة"، أعرب البابا عن أسفه، "من الأهمّيّة بمكان التذكير بالخير العامّ، وهو أحد الركائز الأساسيّة للتعليم الاجتماعيّ للكنيسة".
وشدّد على "نحن بحاجة إلى نظريّات اقتصاديّة راسخة تتبنّى هذا الموضوع وتطوّره في تفاصيله بحيث يصبح مبدأ توجيهيًّا فعّالًا في صنع القرار السياسيّ" و "ليس مجرّد فئة غالبًا ما يتمّ التذرّع بها بالكلمات، ولكن يتمّ تجاهلها في الممارسة".
واختتم البابا فرنسيس كلمته بنقل بركته الرسوليّة ودعوة المشاركين إلى الصلاة من أجله.