دينيّة
25 حزيران 2017, 07:00

"افْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَمَاوَات"

يتحدّث إنجيل اليوم عن عودة المؤمنين الأوّلين من رسالتهم التبشيريّة فرحين فالشّياطين أيضًا كانت تخضع لهم باسم الرّبّ. وفي صورة فريدة من البهجة والسّرور، تجلّى فرح يسوع بعودة تلاميذه، ففرح لفرحهم، لأن كلمة الله أعطت ثمارها وقال "افْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَمَاوَات" (لو 10: 20)، كما وتهلّل بالله الرّوح وتوجّه إلى الله الآب معترفًا له بحكمته وإرادته "أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ارْتَضَيْت." (لو 10: 21)، ومن ثمّ، طوّب يسوع تلاميذه الإثنيّ عشر على انفراد قائلًا لهم: "طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!" (لو 10: 23).


تضعنا رسالة المؤمنين الأوّلين، وفرح الثّالوث القدّوس، وصلاة يسوع الإبتهاجيّة، في هذا الأحد المبارك، أمام تساؤلات إيمانيّة مصيريّة عدّة، فالمسيحيّة بشارة والتزام. أيّة بشارة وأيّ التزام نعيش وأيّة شهادة نشهد؟ هل نحن منفتحون بروح الطّفولة العطشة لمعرفة سرّ الآب، الواثقة بمحبّة الإبن وممتلئة بالروح القدس؟ هل ستُكتب أسماؤنا في السماوات؟
إن أردنا ذلك، فعلينا أن نعبر إلى منطق الأطفال ومعيار محبّتهم وانفتاحهم وقبولهم، ونتحرّر على مثالهم من كلّ ما يقيّدنا، فننطرح بكلّيتنا في أحضان الله بثقة وتسليم كلّي لمحبّته وحنانه فنستحقّ الطوبى وتكتب أسماؤنا في السّماء.