"إن أردنا السلام علينا تغيير رغباتنا وشهواتنا وتنقيتها": الكاردينال تاغل
واصل الكاردينال تاغل، الصلاة من أجل السلام موجّهًا النداء إلى الجميع من أجل إنهاء النزاعات المسلّحة. "كفى للدمار، كفى للقتل، كفى للحرب".
منذ عام ١٩٠١، وبرغبة ممّن أصبح، في ما بعد البابا بيوس العاشر والذي كان حينها بطريرك البندقية، يُحتفل في الأحد الأوّل من شهر آب/أغسطس من كلّ عام في مزار شيما غرابّا في شمال إيطاليا بطقس تَقَويّ تحوَّل بعد الحرب العالميّة الأولى إلى لحظة تذكُّر للمصالحة بين شعوب أوروبا.
تساءل الكاردينال تاغل كيف يمكننا، نحن تلاميذ يسوع المسيح، أن نكون معزِّزين للسلام الحقيقّي الذي يمكن للربّ وحده أن يهبه؟ كيف يمكننا أن نمجّد الفادي، أمير السلام، وأن نحاكي مريم العذراء سلطانة السلام؟ كيف يمكننا، من خلال بناء السلام، تكريم ذكرى الجنود الذين قُتلوا؟ أسئلة عديدة قال عنها الكاردينال تاغل إنّ الطريق الذي يمكننا السير عليه هو التأمّل في الرغبات وتطهيرها، وذلك لأنّ الحروب تنشأ ممّا وصفها بشهيّة منحرفة بينما ينشأ السلام عن الرغبات النقيّة.
ثمّ توقف الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عند كلمة الشهيّة مشيرًا إلى أنّها الرغبة في شيءٍ ما يسدّ حاجة سواء كانت حاجة حقيقيّة أو متخيَّلة، وأنّ الرغبات تؤثّر على تصرّفات الأشخاص وقراراتهم وأفعالهم. "تشير القراءة من سفر الخروج إلى أنْ، لمّا اشتدّت رغبة جماعة بني إسرائيل في الطعام في الصحراء مع شحّ الطعام، اشتاقوا إلى مصر فاعتبروا، بذلك، العبوديّة أفضل من الجوع"، قال نائب عميد الدائرة، "فزالت الرغبة في الحرّيّة أو على الأقلّ ضعفت. وجاء رد الله بأن أمطرَ عليهم المنّ والسلوى لا فقط لسدّ حاجتهم إلى الطعام، بل أيضًا لسدّ حاجتهم إلى كلمة الله". وتابع نائب عميد دائرة البشارة بأنْ صارت قضيّة بني إسرائيل أيّ رغبة ستكون لها الغلبة، الرغبة في كلمة الله أم في العودة إلى فرعون مصر؟"
أشار الكاردينال تاغل إلى القراءة من إنجيل القدّيس يوحنّا وقال "نرى هنا يسوع كراعٍ حقيقيّ يوجّه "شهيّة" الشعب. فقد كان يَعلم أنّ الجمع أتى إليه لا رغبةً في شخصه، بل من أجل الخبز والسمك، إلّا أّنه أيقظ لديهم التطلّع إلى الطعام الذي يبقى فيصير حياة أبديّة، الطعام الذي يعطيه الله. وهكذا تبدلّت شهيّتهم"، قال نائب عميد الدائرة، "فسألوا يسوع: أعطنا هذا الخبز دائمًا أبدًا، فقال لهم إنّه هو خبز الحياة الذي نزل من السماء". وتابع الكاردينال تاغل بـ"أنّ السؤال هو هل ستكون لديهم رغبة في يسوع أم سيفقدون (الشهيّة)".
وحول القراءة من رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس قال الكاردينال تاغل إنّ بولس الرسول يُذكِّر أهل أفسس ويُذكِّرنا بألّا نترك يسوع الذي عرفناه، أي ألّا نفقد الرغبة في يسوع وجديده، بل علينا أن نترك الأسلوب القديم، أسلوب الحياة القائم على شهوات ورغبات خادعة، وأن نختار الجديد الذي وهبَنا إيّاه يسوع، أي ما يقوم على العدالة وقداسة الحقيقة".
إختتم الكاردينال تاغل كلمته قائلًا: "إن أردنا السلام في العالم فعلينا تغيير "شهيّتنا"، فطالما كانت هناك رغبة لا تُشبع في الهيمنة فسيكون هناك نزاعات وعنف وموت، بينما حيثما هناك شهيّة للـ"طعام" الذي يحمل العدل والحقيقة والمحبّة والحياة في الله، فسيكون هناك سلام. لا يكفي أن نقول شهيّة طيّبة، بل نقول: فلتكن لديكم الشهيّة لما هو طيّب".