"إمّا الايمان، وإمّا التقليد والشريعة"! البطريرك ساكو
بعد قراءة الإنجيل قال البطريرك ساكو: "نختتم في هذا الأحد زمن تقديس الكنيسة (في السنة الليتورجيّة) وفيه نحتفل بعيد المسيح ملك الكون الذي نؤمن به ونرجوه. إنّ الجدل الذي يذكره متّى (22/24-46) في هذا الإنجيل حول هويّة يسوع، يحدث وفقًا لممارسة معروفة عند حاخامات إسرائيل القدماء. إنّه جدل شفهيّ يعتمد على السؤال والجواب، باقتباسات آيات قصيرة من التوراة.
كان الفرّيسيّون يفرضون دينًا صارمًا وأخلاقًا شكليّة لا علاقة لها بالإيمان. وكانوا يظنّون أنّهم يُحرجون يسوع بأسئلتهم عن الشريعة للتشكيك في عقيدة تعليمه، لكن هذه المرّة تغيّر المشهد، فيسوع هو من يبادر كمعلّم مقتدر، بالسؤال. ومن خلال السؤال والجواب يشرح ببساطة البديل الجديد الذي عليه تقوم رسالة الإنجيل، والذي يغيّر، بشكل عميق، الطريقة التي يجب أن يعيش بها المؤمنون إيمانَهم.
المسألة مع يسوع هي الحرّيّة الروحيّة التي تدور بين الإيمان والحبّ وبين الالتزام الدقيق بعدد من الوصفات والمحظورات. بجوابه، يزوّد يسوع تلاميذه بتعليم مشبع بمحبّة كبيرة، ويدعوهم إلى البحث عن محبّة الله والإخوة قبل كلّ شيء.
سؤال يسوع: "ماذا تظنّون في المسيح، ابن من هو". وجاء جوابهم مباشرًا: "ابن داود". إنّهم يقصدون المسيح القوميّ – السياسيّ، محرّر إسرائيل من طغيان الاستعمار الرومانيّ.
لكنّ يسوع أراد أن يعرّفهم بمن هو، وما هي رسالته. واستند بذلك إلى آية من المزمور 110: "فكيفَ يَدعوه داودُ ربًّا بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ فيقول: قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجلس عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيك فإِذا كان داودُ يَدعوه رَبًّا، فكيفَ يَكونُ ابنَه". يسوع أعظم من داود. هو ابن الله لأنّ لفظة الربّ تدلّ على الله. وبالتالي، يُقصد بها أنّ داود أدنى منه. والجلوس عن اليمين يرمز إلى الرضى والبركة والسلطة، أنّه الربّ الملك. كلمة الروح هي مفتاح كلّ علاقة دينيّة عميقة وسليمة، انطلاقًا من الوعي الإيمانيّ والمعرفة العميقة بكلام الإنجيل، يتوجّب علينا أن ننادي به ونشهد له بعباراته المفهومة والسهلة.