لبنان
18 حزيران 2024, 11:40

"إفتخارنا بكم لأنّكم أتيتم إلى هنا وأنتم تحافظون على إيمانكم وتراث كنيستكم السريانيّة": البطريرك يونان

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ، بالقدّاس الإلهيّ يوم الأحد ١٦ حزيران ٢٠٢٤، وذلك في كنيسة القدّيس مار إسحق الأنطاكيّ السريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة ستراسبورغ في فرنسا. عاونه فيه لفيف من مطارنة الكنيسة وكهنتها وشارك في القدّاس مارك ستنجر Marc Stenger مطران أبرشيّة تْروا اللاتينيّة ورئيس منظَّمة Pax Christi، والأب جان باتيست Jean-Baptiste، رئيس دير الرهبان الدومينيكان في ستراسبورغ. خدم القدّاس شمامسة الإرساليّة وأعضاء الجوقة.

 

  إستهلّ البطريرك احتفاله بقصّ الشريط الأبيض إشارة منه إلى افتتاح الكنيسة التي تمّ تكريسها على اسم القدّيس مار إسحق الأنطاكيّ، وسط هتافات الفرح والتهاليل التي علت من حناجر المؤمنين تعبيرًا عن اعتزازهم بهذه الكنيسة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يونان كلمة قال فيها: "لا نستطيع أنّ نعبّر لكم عن فرحتنا اليوم، بمجيئنا إلى كنيستكم، كنيسة القدّيس مار إسحق الأنطاكيّ، هذه الكنيسة التي استطاع الأب أنيس شعبو والمؤمنون الملتزمون في كنيسته أن يحصلوا عليها كي تكون كنيسةً خاصّة بكم".

توجّه البطريرك بالتهنئة الأبويّة من المؤمنين قال لهم: "لأنّكم أتيتم إلى هنا بسبب المعاناة في بلادنا الشرقيّة، وبشكل خاصّ في العراق، بعد تلك المآسي، جئتم إلى هنا في ستراسبورغ، حيث حصلتم على السلام والحياة المطمئنّة والكرامة الإنسانيّة والحرّيّة الدينيّة، وهذا ما نشكر الله عليه. أمّا إخوتكم وأخواتكم في الشرق، فأنتم تعرفون جيّدًا أوضاعهم، وما يمرّون به من صعوبات. صحيح، نتمنّى أن يبقى الجميع في أرض الآباء والأجداد في الشرق، هذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء وبعرق المؤمنين المخلصين لوطنهم ولأرضهم. لكن، من ناحية أخرى، نعرف الظروف التي تحيط بحياة كلّ واحد منكم، ونحترم حرّيّتكم. ومن هنا، نتذكّر مار بولس الذي يوصينا: "عليكم أن تفكّروا بإخوتكم وأخواتكم، ليس فقط من ناحية القرابة الدمويّة، ولكن بشكلٍ خاصّ من ناحية الإيمان والتراث".

أعرب البطريرك عن فرحته بهذا الحدث "افتخارنا بكم لأنّكم أتيتم إلى هنا وأنتم تحافظون على إيمانكم المسيحيّ والتراث العريق لكنيستكم السريانيّة، كما أنّكم مستعدّون لتجابهوا التحدّيات كلّها في هذا المجتمع الجديد، ولا سيّما في موضوع تربية الأولاد ومرافقة الشبيبة. لذا، بمعونة الربّ، ستستطيعون ذلك، لأنّ الربّ يسوع لا يترككم، وهو يريد أن يبقى دائمًا، كما وعد، معنا إلى الأبد".

   واختتم غبطته موعظته معلنًا عن "مفاجأة: وهي أن نمنح الأب أنيس شعبو لبس الصليب المقدّس والخاتم، كي يتابع خدمته بالفرح والتفاني، فيلبسهما في الاحتفالات الليتورجيّة وفي تمثيله كنيستنا لدى الكنائس الأخرى تقديرًا للأتعاب والتضحيات التي قدّمها".

   

في نهاية الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ، ألقى المونسنيور أنيس شعبو كلمة شكر فيها البطريرك "على مجيئكم من بعيد إلى هنا في ستراسبورغ من أجل تفقُّد أبناء رعيّتكم وبناتها، وأشكركم خصوصًا لتثمينكم وتقديركم أعمالي وخدمتي هنا منذ ثماني سنوات، وفي بوزانسون وبلفورت، وأنا غير مستحقّ للبس هذا الصليب المقدّس والخاتم، لستُ مستحقًّا أبدًا لأيّ شيّء، ولم يخطر ببالي ذلك في يوم من الأيّام أبدًا، وقد تخلّيتُ عن كلّ شيّء لانتمائي إلى الرهبانيّة الدومينيكيّة. وأسأل الله أن يديمكم ويمتّعكم بالصحّة والعافية".