"إختار يسوع الرسل ليعيشوا الحبّ الذي جسّده، وليبشّروا به": البطريرك ساكو
ألقى البطريرك ساكو، بعد الإنجيل، عظة قال فيها:
"ما يميّز حياة يسوع وتعليمه هو حبُّه الكبير. جَسَّدَهُ في حياته وتعليمه. هذا هو إنجيله وينبغي أن يكون إنجيل المسيحيّ أيضًا.
الدعوة المسيحيّة ليست مِزاجًا أو بضاعة نغّيرها كلّ يوم، إنّما هي مشروع حياة بأكملها، من أجل ذلك على المؤمنين بيسوع المسيح (الكنيسة) أن يعوا الحبّ الذي جسّده، ويبشّروا به. "ويل لي إن لم أبشّر" (1 قو 1/16). لا خلاص للبشريّة من دون الحبّ. وللأسف، فإنّ البشرية تعيش حالة من الصراع".
قال البطريرك ساكو أيضًا: "لا يكفي أن نولد في عائلة مسيحيّة، لكي نكون مسيحيّين، بل حتّى نكون بناتٍ لله وأبناء له، لا بدّ من معرفةٍ شخصيّةٍ ومن قناعة، ومن أن نقتديَ بالمسيح ونتربّى على ديناميكيّة تعليمه مهما كانت التحدّيات. الحبّ هو فوق كلّ شيء لنعيش عيشة جديرة بكرامتنا وبدعوتنا المسيحيّة".
تابع البطريرك ساكو: "قبل أن يقوم يسوع بدعوة أشخاص ليكونوا تلاميذه، يقول الإنجيل إنّه: "قضى الليل كلّه في الصلاة إلى الله"(لوقا 6/12) لأهميّة الحدث. بهذا يعلّمنا أن نصلّيَ قبل اتّخاذ قراراتنا المهّمّة في الحياة.
إختارهم من بين الناس الذين كانوا يتابعون تعليمه. اختارهم للتبشير بتعليمه. ولكي يكونوا رسلًا أمناء، عارفين رسالتهم، أمضى ثلاث سنوات في تنشئتهم، وبدأ بالتطويبات التي هي في غاية الأهمّيّة. هذه التطويبات ليست محصورة بهم، بل موجّهة إلى كلّ مسيحيّ، لا بل كلّ إنسان على مدى التاريخ. ولكن، على الرغم من هذه التنشئة المستدامة خانه واحدٌ من بينهم، وآخرون هربوا، لكنّهم ندموا وعادوا اليه. حالة الخيانات نجدها في تاريخ البشر. وفي الكنيسة انشقاقات. ويبقى جرح الكنيسة هو فقدان الوحدة".
وختم البرطيرك ساكو عظته بالقول: "لمّا اختار يسوع التلاميذ أقام عهدًا جديدًا، مع جماعة هي الكنيسة، التي يرتبط أعضاؤها جميعهم بالرأس الذي هو هو. وفي هذه الكنيسة التي تلتحم بالشركة، دعواتٌ متنوّعة: رسل، تلاميذ، خدّام، مكرّسين، مؤمنات ومؤمنين، لكل منهم دوره في الاقتداء بالمسيح والتبشير به ليكون الرسول أمينًا لمرسله فيتمّم مشيئته".