دينيّة
02 أيار 2017, 06:23

"أُمْكُثْ مَعَنَا، فَقَدْ حَانَ المَسَاء، وَمَالَ النَّهَار"

متى يحين المساء ونشعر أنّ النهار قد مال؟

 ومتى ندعوه للمكوث معنا؟ وهل نحن أصحاب الدعوة؟ أم دعوتنا هي الجواب؟ بعد أن نسمح له بالسّير معنا ومرافقتنا بالطّريق، وبعد أن نقرأ كلمته كلمة الحياة ونتأمّل بها وتكون عيوننا ما زالت ممسكة عن الرّؤية الحقيقيّة، وقلوبنا مطروبة بضجيج العالم وبعيدة عن الصّمت للتأمّل بمعنى الضجيج وغاية الطريق وهدف الحياة، نشعر أنّ المساء قد حان وأنّ نور النّهار قد مال ونحن لم ندرك بعد حقيقة الذي رأيناه وسمعناه، لأنّ عيوننا ما زالت ممسكة عن الرّؤية الواضحة وذاتنا الداخليّة منفصلة عن حواسنا وأفكارنا ومنطقنا، نشعر بالخوف وندرك أنّنا بحاجة للّذي يمشي معنا دروب الحياة فندعوه للمكوث معنا! وكم هي جميلة وغريبة هذه الدعوة فهي دعوة وجواب، هي تساؤل وثقة، هي خوف واطمئنان، هي دعوة لسيّد الحياة أن يكون معنا في الحياة ولكن نداؤه لنا كان الأسبق، في الخلق هو دعانا! وبالكلمة دعانا! وبالتّجسّد والفداء دعانا ودعانا وهو يدعونا كلّ يوم في كلّ مكان وكلّ زمان منذ الأزل وإلى الأبد ستبقى دعوته مفتوحة لنا، دعوة للمشاركة بمشروعه الخلاصي، دعوة لتذوّق الحياة والموت والقيامة معه، وها نحن اليوم مع تلميذي عمّاوس نقول: "أمكث معنا يا ربّ" لأنّنا بك ومعك نفهم، فنموت عن أمور خارجيّة لنحيا معك بذاتنا الداخليّة فتتفتّح عيوننا وندرك جزء من حقيقتك المطلقة فنصوّب المسار ونعود لأورشليم شاهدين على قيامتك في حياتنا.