لبنان
16 كانون الأول 2024, 11:20

"أهميّة بناء سورية على أساس من المواطنة والمساواة": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للمورانة بقدّاس احد البيان ليوسف في كنيسة الصرح البطريركيّ – بكركي، وتناول البطريرك في كلمته، بعد الشؤون الروحيّة، شؤونًا وطنيّة.

 

بعد قراءة الإنجيل المقدّس وإلقاء الكلمة الروحيّة حوله، تحدّث البطريرك عن الشأن الوطنيّ وكان قبل ذلك أوجز رحلته إلى فرنسا حيث شارك في إعادة افتتاح كاتدرائيّة نوتر دام دو باري (سيّدة باريس) بعد ترميمها عقب الحريق الذي ألمّ به1ذ قبل خمس سنوات وشارك في قدّاس الأحد الذي تمّ فيه تكريس مذبح الكاتدرائيّة الجديد.  

في ضوء الأحداث التي جرت في سورية في هذين الأسبوعين الأخيرين نوجّه التحيّة إلى مطارنة أبرشيّاتنا المارونيّة الثلاث في كلّ من حلب ودمشق واللاذقيّة وأبنائها وبناتها، وإلى سائر الكنائس الكاثوليكيّة والأرذوكسيّة والإصلاحيّة الزاهرة في سورية.

سورية هي مهد المسيحيّة المتجذّرة فيها منذ بدايتها. وبالتالي عاش المسيحيّون فيها بإخلاص لها، وأعطوها من صميم قلوبهم لحماية العيش المشترك والعدالة والسلام والحرّيّة وحقوق الإنسان. اليوم، لا بدّ من التعاون في بناء البلاد، مع تأكيد أهمّيّة البناء على أساس من المواطنة والمساواة دونما تمييز دينيّ أو طائفيّ أو عرقيّ أو ثقافيّ. ولا بدّ من حثّ المسيحيّين على الانخراط في العمل الوطنيّ والسياسيّ.

إنّ اللقاء الذي جمع السلطة في "هيئة تحرير الشام" مع مطارنة حلب، وكهنة دمشق كان مطمئنًا، ونرجو أن يستمرّ كذلك. وقد أعرب المطارنة والكهنة عن رغبتهم في العمل معًا، والمشاركة في إدارة الشؤون العامّة لمصلحة المواطن السوريّ بشكلٍ عام والمسيحيّ بشكلٍ خاصّ. فعلى المسيحيّين أن يعيشوا حضورهم الطبيعيّ والفعّال في مجتمعهم السوريّ، لكونهم مكوّنًا أصيلًا فيه وأساسيًّا.

وفي لبنان تستعدّ الكتل النيابيّة بتشاوراتها لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل. ونحن من جهتنا نرافقهم بالصلاة لكي يتوصّلوا إلى الاتّفاق على شخص الرئيس أو إلى أكثر من مرشّح، ويصار إلى عمليّات الاقتراع المتتالية حتّى انتخاب الرئيس الأنسب لخير البلاد واللبنانيّين.

فمن أجل هذه النيّة نصلّي، ومن أجل السلام العادل والشامل في سورية، ومن أجل جعل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان سلامًا دائمًا وعادلًا وشاملًا. فالله سميع مجيب له الشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين.