لبنان
17 تموز 2024, 05:40

"أنتم خدّام التقديس بالأسرار والإفخارستيّا": البطريرك الراعي للكهنة الجدد

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت الرهبانيّة المريميّة المارونيّة برسامة ثلاثة كهنة جدد لخدمة مذابحها بوضع يد البطريرك المارونيّ الكردينال مار بشارة بطرس الرَاعي والأباتي إدمون رزق، الرئيس العامّ للرهبانيّة وذلك في دير سيّدة اللويزة.

 

قرئ الإنجيل من يوحنّا الفصل 21 وكانت للبطريرك الراعي كلمة تامّل فيها  حول سؤال الربّ يسوع لسمعان بن يونا" يا سمعان بن يونا، أتحبّني؟ - إرع خرافي" (يو 15:21).

قال البطريرك الراعي: "هذا السؤال موجّه إلى كلّ واحد منكم باسمه، أيّها الكهنة الجدد، لأنّ يسوع المسيح يدعو كلّ واحد للتأكّد من محبّته الشخصيّة، ولتسليمه رعاية خرافه، أي النفوس التي افتداها بدمه. إنّه يسلّم كلّ واحد منكم محبّته للخراف، فتمرّ محبّته من خلال قلوبكم ونفوسكم وقدرتكم: "يا إبراهيم بو ضوميط أتحبّني؟-إرعَ خرافي! يا شربل القسّيس أتحبّني؟ -إرعَ خرافي! يا شربل بو خير أتحبّني؟-إرعَ خرافي! ولقد تربيّتم على محبّة المسيح في عائلاتكم، وفي رعاياكم: مار ضوميط عين الخرّوبة، ومار جرجس فيطرون، ومار أنطونيوس الكبير الزغرين التي يخدمها آباء الرهبانيّة المارونيّة المريميّة الجليلة الذين أشعلوا محبّة المسيح في قلوبكم".

بعد ذلك، شكر البطريرك الراعي الأباتي إدمون وآباء الرهبانيّة المارونيّة المريميّة الذين شاؤوا أن تتمّ رسامة الكهنة الجدد في الذكرى الثامنة والثلاثين لرسامة البطريرك وهو ابن الرهبنة عينها، كما هنّأ أهالي الشباب الثلاثة وشكرهم على أنّهم، جعلوا عائلاتهم كنيسةً مصغّرة.

أردف البطريرك بالقول: "فضيلتان أساسيّتان يقتضيهما المسيح الربّ من المدعوّ للكهنوت وخدمة الخراف على مثال سمعان – بطرس، وهما الإيمان بالمسيح، والمحبّة الكبيرة له.

ففي قيصريّة فيليبّس أعرب سمعان-بطرس عن إيمانه الكبير بالمسيح:"أنت هو المسيح ابن الله الحيّ" (متى 16:16). فامتدح يسوع إيمانه الذي هو عطيّة من الله الآب، وجعله صخرة إيمان يبني عليها كنيسته، وسلّمه مفاتيح الحلّ والربط (راجع متى 16 : 17-19).

وعلى شاطئ بحيرة طبريّة، أعرب سمعان بطرس ثلاثًا عن حبّه الكبير ليسوع، فسلّمه رعاية خرافه، النفوس التي مات من أجلها (راجع يو 21 : 15-17).

وما يصحّ في بطرس، يصحّ فيكم أيّها الآباء الكهنة الجدد. أنتم بالرسامة المقدّسة خدّام كلمة الله. فمن واجبكم، كمعاونين للأساقفة، إعلان إنجيل الله للجميع، بحكم الإرسال الإلهيّ، وبهذه الخدمة تؤلّفون شعب الله وتنمونه. فبقوّة الكلمة، الإيمان يشتعل في قلب غير المؤمنين، ويغتذي في قلب المؤمنين، وتبدأ جماعة المؤمنين وتنمو".

أضاف البطريرك: "أنتمّ خدّام التقديس بالأسرار والإفخارستيّا. الله، الذي وحده قدّوس ومقدِّس، أراد اتّخاذ رجال كمعاونين، فيخدمون بتواضع عمل التقديس. لهذه الغاية، الكهنة مكرَّسون من الله، بواسطة الأسقف، بحيث أنّهم، عندما يصبحون مشاركين بنوع خاصّ في كهنوت المسيح، يعملون في الاحتفالات المقدّسة كخدّام المسيح الذي يمارس دونما انقطاع الوظيفة الكهنوتيّة لخيرنا في الليتورجيا، بواسطة الروح القدس.

أنتم بسرّ المعموديّة تضمّون الناس إلى شعب الله. بسرّ التوبة تصالحون الخطأة مع الله والكنيسة. بسرّ زيت المرضى تخفّفون من آلامهم. بسرّ القدّاس الإلهيّ تقدّمون أسراريًّا ذبيحة المسيح. في كلّ مرة تحتفلون بسرّ من هذه الأسرار، أنتم مرتبطون بالأسقف تحت أشكال مختلفة، وبذلك تجعلونه، نوعًا ما، حاضرًا في جماعة المؤمنين كلّها، وفقًا لتعليم المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني (قرار حول خدمة وحياة الكهنة، 5، نور الأمم،28)".

أضاف البطريرك: "أنتم رعاة شعب الله ومربّو الإيمان. ففيما تمارسون وظيفة المسيح الرأس والراعي، فإنّكم تَجمعون باسم الأسقف عائلة الله كأخوّة حيّة وموحَّدة، وتقودونها إلى الآب بواسطة المسيح بالروح القدس. وبوصفكم مربّي الإيمان، فاعملوا بوصيّة بولس الرسول لتلميذه تيموتاوس:"أعلنْ كلمة الله، وألحّ فيها بوقتها وبغير وقتها، ووبّخْ وعِظ وأنذر، والزم الصبر والتعليم" ( 2 تيمو 2:4). فقودوا الخراف بالمحبّة والحقيقة والوحدة".

ختم البطريرك قائلًا: لنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، على نيّة الآباء الكهنة الثلاثة الجدد، لكي تملأهم النعمة الإلهيّة، فهم بالمعموديّة أصبحوا شركاء في كهنوت المسيح العامّ...أمّا برسامتهم الكهنوتيّة اليوم، فقد اختارهم المسيح الربّ، ليكونوا شركاء في كهنوته: النبويّ والتقديسيّ والراعويّ بسلطان إلهيّ. "فإنّهم معكم مسيحيّين، ومن أجلكم كهنة" (القدّيس أغسطينوس)...

وليتبارك فيهم وفي رسالتهم الثالوث القدّوس: الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".