"أنتم إخوتنا ونأمل أن تعودوا اليوم قبل الغد إلى دياركم": المطران عون
ترأّس القدّاس الخوري شربل أبي عزّ، خادم الرعيّة والقيّم الأبرشيّ، عاونه فيه الخوري فادي الحاج والأخ رمزي حتّي، في حضور ناتالي مرعي الخوري، مسؤولة لجنة الإغاثة في قضاء جبيل والقائمقام بالإنابة، ونوڤ منصور، مديرة التكميليّة، وعدد من مدراء المدارس والجمعيّات الخيريّة والاجتماعيّة وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عون عظة أشار فيها إلى "أنّنا نعيش اليوم مرحلة عصيبة جدًّا من تاريخ وطننا، ولدينا خوف على المستقبل وعلى الوطن"، داعيًا "إلى الصلاة على نيّة لبنان لكي يخرج من هذه المحنة موحّدًا قبل أي شيء، وأن يكون هدفَنا الوحيد إعادةُ بناء الوطن معًا بطوائفه كلّها".
أضاف المطران عون: "ما نمرّ به يجب أن يثبّتنا أكثر فأكثر في محبّتنا للوطن وأن نعيش التضامن مع أولاده جميعهم وليس فقط مع بعضنا كمسيحيّين، وعندما تنتهي المحنة نعود لنعمل مع بعضنا البعض من أجل بناء وطن قويّ، يحميه جيشه، لا ميليشيات فيه ولا سلاح خارج عن الدولة، لأنّ الوطن القويّ هو القويّ بجيشه وبتضامن أبنائه حول الجيش".
تابع المطران القول: "نصلّي اليوم ليس فقط على نيّة أبناء دبل الذين تركوا منازلهم مرغَمين بل على نيّة كلّ نازح عن أرضه وعلى نيّة مَن هُدِمت منازلهم، والجرحى والأموات، لكي تكون هذه المحنة مناسبة نؤمن من خلالها، بعد وقْف آلة القتل والدمار، أنْ علينا جميعًا أن نعود ونعمل لبنيان وطننا، متفاهمين ومتضامنين، على أساس السلام العادل للجميع".
وإذ اثنى على الدور الذي تقوم به رئيسة خليّة الأزمة في مساعدة النازحين في مراكز الإيواء كلّها في قضاء جبيل، على ما تقدّمه للعائلات في مركز الإيواء في حرم المدرسة ومديرة المؤسّسة التربويّة والجمعيّات والخيّرين من أبناء القضاء، توجّه المطران إلى النازحين باسم الأبرشيّة بالقول: "هذا النهار مليء بالفرح والرجاء، أنتم إخوتنا ونحن إلى جانبكم ونأمل أن تعودوا اليوم قبل الغد إلى دياركم وأرزاقكم، فكلّ عمل محبّة يبلسم الجراح ويعطي علامات الرجاء".
أضاف: "بالاتّكال على الربّ وقدرته ونعمه يعود كلّ نازح ومهجّر إلى بلدته ويعود لبنان كما نحلم أن يكون وطنَ التعايش والعيش المشترك، وطنًا قويًّا يقوم على قضاء نزيه لإحقاق الحقّ لكلّ إنسان، فلا يمكن بناء دولة إلّا على الإسس القويمة التي نرغب بها".
وختم المطران عون: "التمسّك بالإيمان والرجاء بالربّ يقوّينا ويجعلنا ننتصر على هذه المحنة فنخرج منها مع لبناننا كما طائر الفينيق من رماده".