أميركا
19 كانون الأول 2024, 10:40

"أصلّي لتصحّ فيّ تسمية بابا الشوارع الفقيرة في بوينيس آيرس": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
بمناسبة عيد ميلاده الثامن والثمانين، أصدر البابا فرنسيس مقتطفات عدّة من سيرته الذاتيّة "الرجاء"، التي ستصل إلى أرفف الكتب في كانون الثاني،يناير، يروي طفولته في بوينس آيرس والصعوبات اللوجستيّة لزيارته العراق عام 2021، كما كتبت "فاتيكان نيوز" (1).

 

يعدّ "مركَّز الإنسانيّة" الذي شهده في الأحياء الفقيرة في بوينس آيرس، و "السهم إلى القلب" الذي شهده في العراق في عام 2021، من المواضيع الرئيسة في السيرة الذاتيّة للبابا فرنسيس بعنوان "الرجاء"، التي كتبها مع كارلو موُسّو.

الكتاب الذي نشرته Mondadori ، وهو ناشر إيطاليّ ، سيصدر في 14 كانون الثاني/يناير في أكثر من 100 دولة.

في 17 كانون الأوّل/ديسمبر - عيد ميلاد البابا الثامن والثمانين - نشرت صحيفتان إيطاليّتان "La Repubblica" و "Il Corriere della Sera"  بعض المقتطفات.

يقول البابا فرنسيس: "عندما يقول لي أحدهم إنّني بابا فيليرو (من سكّان الأحياء الفقيرة في الأرجنتين)، أصلّي لأكون مستحقًّا لهذا اللقب"، وهو يتذكّر "العالم المصغّر المعقّد والمتعدّد الأعراق والأديان والثقافات" في حيّ فلوريس في بوينس آيرس، حيث أمضى طفولته.

يقول: "كانت الاختلافات طبيعيّة، وكنّا نحترم بعضنا البعض"، مشيرًا إلى علاقاته مع الأصدقاء الكاثوليك واليهود والمسلمين.

يتحدّث البابا فرنسيس عن تجارب طفولته في رؤية البغايا في شوارع بوينس آيرس، واصفًا إيّاها بالصورة "الأحلك والأصعب في الوجود".

ولمّا كان أسقفًا، احتفل، كما يخبر، بالقدّاس لبعض هؤلاء النساء اللواتي أصلحْنَ حياتهنّ.

يتذكّر امرأة تدعى بوروتا، أخبرته: "لقد عملت كعاهرة في كلّ مكان - حتّى في الولايات المتّحدة. كسبت المال، ثمّ وقعت في حبّ رجل أكبر سنًّا كان حبيبي. عندما مات، غيّرت حياتي. لدي الآن معاش تقاعديّ، وأذهب لتحميم كبار السنّ في دور رعاية المسنّين الذين ليس لديهم من يعتني بهم. أنا لا أذهب إلى القدّاس كثيرًا، وقد فعلت كلّ شيء بجسدي، لكنّني الآن أريد أن أعتني بالأجساد التي لا يهتمّ بها أي شخص آخر".

البابا يدعوها "مجدليّة معاصرة". اتّصلت به بوروتا للمرّة الأخيرة، من المستشفى، قبل وفاتها مباشرة، لتلقّي مسحة المرضى والقربان الأقدس.

"ماتت جيّدًا - مثل "جباة الضرائب والبغايا" الذين 'يسبقوننا في ملكوت الله' (متّى 21، 31). أحببتها كثيرًا. حتّى الآن، لا أنسى أبدًا أن أصلّي من أجلها في يوم وفاتها".

يتذكّر البابا السجناء الذين صنعوا فِرَش الملابس، ويروي صداقته مع الأب خوسيه دي باولا، المعروف باسم "الأب بيبي". دعم البابا وكان حينذاك خورخي ماريو بيرغوليو، الأب بيبي خلال أزمة في دعوته.  

في حديثه عن تلك المناطق الممرّات التي "كانت فيها الدولة غائبة لمدّة أربعين عامًا" وعن إدمان المخدّرات الذي هو "آفة تضاعف اليأس"، يؤكّد البابا أنْ "في هذه الأطراف، حيث يجب على الكنيسة أن تجعل مركزها بشكل متزايد، تعيش مجموعة من العلمانيّين والكهنة مثل الأب بيبي ويشهدون للإنجيل كلّ يوم، بين أولئك الذين تخلّى عنهم اقتصادٌ قاتل".