"أسال الله من أجل الكنيسة والوطن كي يحيا الجميع في أمان وسلام": البطريرك يونان
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك عظة بعنوان "إنّ خرافي تعرفني وأنا أعرفها وهي تسمع صوتي"، تحدّث فيها عن أحد تجديد البيعة.
قال: "اليوم هو عيد التجديد، والتجديد كان عند اليهود ولا يزال حتّى اليوم، وهو ذكرى تقديس أو تطهير الهيكل الذي كان قد دُنِّسَ من قبل الوثنيّين ٢٠٠ سنة قبل المسيح. بعد أن أخرج اليهود خصومهم من أرضهم، رمّموا الهيكل وطهّروه، وسمّوا ذلك الحدث التجديد، وهم يعيّدون هذا الحدث حتّى اليوم، ويسمّونه عيد الأنوار، ويوقدون الأنوار السبعة، ويحتفلون بحدث تطهير المذبح".
وقال البطريرك أيضًا: "ذهب الربّ يسوع مع تلاميذه إلى الهيكل في ذلك اليوم...في هذا الحدث، نسمع الجدال بين يسوع والجماعات التي كانت تلاحقه وتعتبره كافرًا ومجدّفًا ، لأنّه لا ينكر أنّه هو ابن الله. ونحن نعرف، وقد رأينا ذلك في عيد تقديس البيعة، في الأحد الماضي، حيث يعترف بطرس أنّ يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ الذي يأتي ليحقّق الخلاص. وكان التواضعُ الموضوعَ الأساسيّ في هذا الجدال، وهذا التواضع يقودنا إلى الإيمان. ليس من السهل أن يؤمنوا بما كان يسوع يقوله ويعلّمه، لكنّ يسوع يواجههم على اعتبار أنّهم يعرفونه ولا يجدون فيه أيّ خطيئة، بل يرونه وهو يعمل أعمالًا حسنة، لذا، فعلى الأقلّ، إن كانوا لا يؤمنون بأقواله، فليؤمنوا بأعماله".
كما شدّد البطريرك على أنّنا "نحتاج اليوم، إلى هذا الإيمان الراسخ بالربّ يسوع، وبحماية الربّ لكنيسته، على الرغم من الأخطاء والمخاطر والتحدّيات التي تجابه الكنيسة، أكان من الخارج، أي من الناس الذين يحاولون أن يزعزعوا الكنيسة ويُضعِفوا إيمان المؤمنين، وخصوصًا في أيّامنا هذه عبر الوسائل الحديثة الموجودة، فيتبادلون هذه الآراء والأفكار والاتّهامات، ويسبّبون الانقسامات والتمزُّق في الكنيسة، وليسوا فقط من خارج الكنيسة، بل للأسف حتّى من بعض أعضاء الكنيسة"...
ختم البطريرك عظته ضارعًا "إلى الربّ يسوع الذي وعد أن يكون مع كنيسته، أن يحمي الكنيسة، ويحمي وطننا لبنان، ولا سيّما شعبه المعذَّب، وبشكل خاصّ المسيحيّين فيه، في خضمّ هذه الأزمة المخيفة التي يمرّ بها بلدنا، كي يتوقّف إطلاق النار بأقصى سرعة، وتنتهي الحرب، ويعود إلى لبنان أمنه واستقراره، ليتمكّن الجميع من العيش فيه بالسلام والاحترام المتبادَل والمصداقيّة والأخوّة الحقيقية، فنقدر أن نتابع شهادتنا للربّ يسوع ولإنجيل المحبّة والفرح والسلام، ليس فقط بأقوالنا، بل بأعمالنا الصالحة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، وجميع القدّيسين والشهداء".