"أبونا بيدرو ابن هذه الارض، يقول لنا اليوم إنّ كلّ معمَّد هو مشروع قداسة": المطران سويف
حضر قدّاس الشكر على إعلان الأب بيدرو لحّود مكرّمًا المطران باولو بورجيا، السفير البابويّ في لبنان، بالإضافة إلى جمهور من كهنة الأبرشيّة وعائلة الخوري بيدرو لحّود الموجودة في لبنان من أبناء إخوته وأخواته وبناتهم وحشد كبير من أولاد الرعيّة والأبرشيّة.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سويف عظة استهلّها بِشكر الربّ على قبول الكرسي الرسوليّ دعوى الأب لحّود لدراستها، طالبًا من "الربّ أن يعطينا قدّيسين"، ثمّ نقل إلى أولاد سبعل "محبّة الكاردينال كاروسو رئيس أساقفة كاراكاس وصلاته" "الذي في تواصلٍ دائم معنا خصوصًا وأنّ وضع فنزويلّا يشابه وضع لبنان من خطر الحرب والفقر، لتكون رسالة من الربّ، من سبعل، أنْ لا مواجهة إلّا بالصلاة والحبّ والخدمة والسلام".
أضاف المطران سويف: "الهدف الأساسيّ من الاحتفال بالشكر هو الرجوع إلى ذواتنا وعيش التوبة واكتشاف دعوتنا ألا وهي المحبّة المتبادلة لنعلن أنّ المسيح قام من بين الأموات وهو الإله الحيّ الذي يعطي العالم الحياة".
تابع المطران حديثه قائلًا: "أبونا بيدرو هو ابن هذه الارض. عاش قسمًا من طفولته وشبابه في هذه الرعيّة، ويقول لنا اليوم إنّ كلّ معمّد هو مشروع قداسة. هذه دعوة العائلة، الأساسيّة، وعائلة الخوري بيدرو هي التي نفحت فيه هذه الروح.
فبعد انتقاله إلى كاراكاس، ومع أنّه عمل في التجارة، إلّا أنّه سخّرها
لِخدمة الفقراء ومن ثمّ دخل الإكليريكيّة ليقدّم ذاته كلّها إلى الربّ وشعبه، ولم يقبل أن يخدم بين الأغنياء في كاراكاس، بل طلب أن يخدم الفقراء في ضواحي المدينة. لم يكن يعرف الراحة بل ما عرف إلّا حبَّ الناس الذين رأى اللهَ في وجوههم، وقد اعتاد أن يوجّه رسالة سنويّة إلى يسوع المسيح المتألّم الذي رآه في هؤلاء المتألّمين، وكان، من خلال هذه الرسائل، يتكلّم عن حبّ الله الذي انحنى لشفاء المرضى والمساكين، ولطالما توجّه إلى رؤساء الجمهوريّات والمسؤولين ليضيء على النقص في حياة الناس وبفضل دعواته نشأت المؤسّسات والمدارس لخدمة الناس".
وختم المطران سويف: "نشكر الله على هذا الكاهن الذي، بحسب قول الأطبّاء، توفّي بالقلب نتيجة الإرهاق في العمل والخدمة. هو الذي حاول تجسيد منطق السماء في خدمة الفقراء والمهمّشين والمرضى. وأنا، شخصيًّا، تأثّرت كثيرًا بحياته ورأيتها دعوة لنعرف أن نميّز في حياتنا ونذهب إلى العمق والجوهر الذي هو وجه يسوع المنعكس على وجه الإنسان، دعوة إليّ كأسقف وإلى إخوتي الكهنة لعيش التجرّد وخدمة الفقراء الذين لهم الصفّ الأوّل في حياتنا. مشروع القداسة، مشروع الخوري بيدرو، لماذا لا يكون مشروع كلّ واحد منّا. لتمجيد الله الآب والابن والروح القدس؟"
بعد القدّاس، ألقى الإعلاميّ جو لحّود كلمة قال فيها:" من سبعل من قلب لبنان المجروح، جاءت علامة صلاة وإيمان، نحن شعب يستحقّ الفرح، وسبعل تستحقّ الفرح لأنّها تعطي لبنان والاغتراب ليس فقط مهندسين وأطبّاء ومثقّفين، بل أيضًا رجالًا على درب القداسة. مبروك للاغتراب اللبنانيّ لأنّه للمرّة الأولى، وفوق تقديماته كلّها، يقدّم للبنان المجروح علامة رجاء".
أضاف: "المغترب السبعليّ اليوم علامةٌ أكيدة على أنّ ما تأخذه من الضيعة هو كنز كبير تستطيع أن تقدّم منه الكثير في أي دور تلعبه، وأي مكان توجد فيه، وبه تستطيع أن تواجه صعوبات الحياة ومطبّاتها".
ثم كانت كلمة للمطران باولو بورجيا، السفير البابويّ في لبنان قال فيها "لطالما أعطى لبنان الأشياء الجيّدة، وأمثالًا من القداسة، هم علامات قداسة في الحياة اليوميّة، هم تعبير عن الإيمان الحامل تقليدًا قديمًا من القداسة في الحياة اليوميّة. ينبغي أن نتعلّم من المتواضعين في حياة القداسة، وبخاصّة في هذه الظروف في لبنان، وهذا ما يقودنا نحو الفقراء. وهذا يتطلّب الحبّ الذي هو كمال الحياة المسيحيّة، والذي هو العطاء من دون حدود ومن دون انتظار أي مقابل من الاخر. حياة في الحب هي حياة في الكمال وهي حياة قداسة. الحب يتجلّى في الغفران والعطاء والتضامن مع الآخر. أتمنّى لكنيسة لبنان أن تبقى مثالًا للتواضع والمحبّة".