لبنان
10 حزيران 2025, 08:45

يونان يمنح المناولة الأولى لأطفال إرساليّة العائلة المقدّسة للّاجئين العراقيّين

تيلي لوميار/ نورسات
منح بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، مساء السّبت، المناولة الأولى لأطفال إرساليّة العائلة المقدّسة للّاجئين العراقيّين في سدّ البوشريّة، خلال قدّاس إلهيّ احتفل به على مذبح كنيسة العائلة المقدّسة.

وفي بداية العظة، أوضح يونان أنّ "الرّبّ يسوع يجمعنا في القدّاس كي نشكره دائمًا على كلّ عطاياه. فالقدّاس هو الإفخارستيّا، وهذا يعني الشّكر الإلهيّ، نشكر الرّبّ الإله لأنّه أعطانا هذه النّعمة الكبيرة، أن نتّحد معه اتّحادًا كلّيًّا".

ولفت إلى انّه "حين ترك الشّعب القديم مصر، ذبح الحَمَل الفصحيّ، لذا فهم يتناولون الحَمَل، ويشكرون الله لأنّه خلّصهم من العبوديّة في مصر. وحتّى اليوم يحتفل اليهود بالتّحرُّر من عبوديّة مصر، ويتناولون الفصح، أيّ الحَمَل. والرّبّ يسوع تناول الفصح يوم خميس الأسرار مع تلاميذه، وأسّس لنا فصحًا جديدًا، فالفصح الأوّل كان عهدًا بين الله وشعبه، أن يعبد الشّعبُ اللهَ ويترك عبادة الأوثان. وأعطاهم يسوع وصيّة جديدة، عهدًا جديدًا، هذا العهد هو الوحدة التّامّة بين يسوع والمؤمنين به، لأنّه يحبّهم، فسوف يكونون واحدًا معه. لذلك يهبهم ذاته مأكلًا ومشربًا، هذا هو جسد الرّبّ يسوع ودمه.

وبما أنّ يسوع هو ابن الله القادر على كلّ شيء، فهو يستطيع أن يحوّل هذا الخبز والخمر، الّذي كانوا يتناولونه في الفصح الأوّل، إلى جسده ودمه، أيّ يعطينا الحياة: من أكل جسدي وشرب دمي، يعِش إلى الأبد. وهذا يعني أنّ علاقتنا بالرّبّ يسوع هي علاقة محبّة لا توصَف".

وأضاف: "اليوم، في هذا المساء، نحتفل بهذه الفرحة الكبرى، فرحة تناوُل أحبّائنا الصّغار جسد الرّبّ يسوع ودمه للمرّة الأولى. حقّّا إنّها فرحة كبرى لهم ولأهلهم ولهذه الإرساليّة الّتي تجمعنا بالإيمان الحقيقيّ، مهما كثرت المِحَن والصّعوبات، ومهما طال الانتظار لتجتمع العائلات بالأمان والسّلام في بلد يحترم حقوقهم.

نفرح لأنّ أولادنا لا يزالون راسخين في محبّة الرّبّ يسوع، وهذا يجعلنا نفتخر بكم، أحبّاءَنا، لأنّكم تعطون المثل على الإيمان القويّ الرّاسخ، مهما عصفت العواصف. فتظلّون أبناء وبنات الله، وإخوة يسوع، تعيشون على الدّوام رباط المحبّة الكاملة مع الرّبّ يسوع، بشكل خاصّ في هذه الفترة الّتي نسمّيها فترة انتظار حلول الرّوح القدس، هذا العيد الكبير الّذي سنحتفل به صباح الغد، وهو يذكّرنا أنّ يسوع معنا دائمًا، إذ وعد تلاميذه بأنّه سيعطيهم المعزّي، الرّوح القدس، بمعنى أنّه سيكون معهم بالرّوح، لذا عليهم ألّا يخافوا أبدًا."

ودعا ختامًا إلى تجديد الثّقة بكلام الرّبّ يسوع، والصّلاة من أجل "أن يقوّينا، ويحفظنا بالإيمان، ويحفظ أهلنا وشبابنا وصغارنا وكبارنا، كي نبشّر به، ونبقى على الدّوام شهودًا له في حياتنا، هو المخلّص، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، والعائلة المقدّسة".