يونان: يكفي كلامًا ويكفي أعذارًا، نحن نريد الحلول!
خلال عظته، دعا يونان إلى الصّلاة من أجل السّلام في القلوب والعائلات والكنائس والوطن والعالم، وتوقّف عند الوضع الرّاهن في لبنان متسائلاً: "أين هو السّلام الحقيقيّ الّذي يستطيع النّاس أن يعيشوه في داخلهم دون أن يكونوا معرَّضين للخوف والقلق، لا بل للضّياع أمام ما يصيبنا من مآسٍ، إن كان ملمّات سياسيّة واقتصاديّة ومعيشيّة، أو التّفجير الرّهيب والمخيف في مرفأ بيروت الّذي لم يستطع لبنان حتّى اليوم الحصول على معلوماتٍ حقيقيّةٍ عن سبب هذا الانفجار ومن هو المسؤول عنه، وإن كان الأزمة أو نكبة كورونا الّتي يزداد عدد المصابين بها، ولا نعرف كيف أو لماذا، وأين هي الحكومة المسؤولة، وأين هم الّذين يعتبرون أنفسهم أهلاً كي يديروا هذا البلد، في الوقت الّذي يتقاذفون التّهَم ويعتبرون أنفسهم أنّهم يفهمون الدّستور، فيقوم كلّ واحدٍ ويفسّره على هواه، ولا نعرف لمن يعطي الدّستورُ الحقّ."
وأشار إلى أنّه "لا يمكننا أن نغفل أنّ مشكلتنا اليوم هي أنّ المسيحيّين لا يعرفون أن يتّفقوا كي ينسجوا مستقبل هذا البلد المنهار والمعرَّض للزّوال، لا سمح الله، ولا يفكّرون بالشّباب الّذين يعيشون هذه الأزمة وهذا الضّياع، ماذا سيفعلون لمستقبلهم ومستقبل أولادهم، ولا يفكّرون أيضًا بخير المواطنين الحقيقيّين الشّرفاء النّزيهين، من دون أن ينتموا إلى حزبٍ أو إلى مرجعيّةٍ دينيّةٍ أو إلى عشائر وسلطاتٍ محلّيّة. فاللّبنانيّ الحقيقيّ اليوم يفكّر أنّه يجب أن يقوم بشيءٍ ما، لكن للأسف نظامنا الطّائفيّ لا يسمح بذلك، لذلك نتوجّه إلى المسؤولين بالقول: يكفي كلامًا ويكفي أعذارًا، نحن نريد الحلول. أين هي الكهرباء في بلدٍ صغيرٍ مساحته 10452 كلم2 وهو مليء بالجبال والينابيع، أين هي الحقيقة عن أموال المودعين الّذين تعبوا كلّ حياتهم كي يدّخروا لمستقبلهم، يجب أن نعرف أن نركّز على هذه المواضيع، ولا يكفي أن نتّهم بعضنا البعض، ونقول كلّهم فاسدون، والمسؤولون فاسدون، والكلّ يعتبرون أنفسهم أنّهم الأبرياء وأنّ الآخرين هم المُتّهَمون".
وأنهى سائلاً الله أن يحفظ لبنان والمشرق والمسيحيّين، وأن يحمي العالم كلّه من كلّ خطر وضرر ووباء".
وكان يونان قد قام بزيارة إلى أبرشيّة حمص وحماة والنّبك وتوابعها حيث احتفل بعيد القيامة في كاتدرائيّة الرّوح القدس الّتي تعرّضت للقصف والهدم، رسم خلاله المدبّر البطريركيّ الأب جرجس الخوري خوراسقفًا لتدبير الأبرشيّة بعد وفاة راعيها ثيوفيلوس فيليب بركات في صيف العام الماضي؛ كما أحيا القيامة في قدّاس منتصف اللّيل في كنيسة رعيّة زيدل- حمص.