يونان يصلّي في قدّاس الميلاد من أجل السّلام في لبنان والعالم
وتحت عنوان "لنمضِ إلى بيت لحم"، ألقى يونان عظته من وحي "عيد الفرح والسّلام والرّجاء"، متوقّفًا عند نبوءة أشعيا النّبيّ "الّذي منذ ما يقرب من 600 سنة قبل المسيح تنبّأ عن ولادة المخلّص، المسيح المنتظر، واصفًا كيف أنّ الكون كلّه يتلاءم ويتلاقى بالفرح والسّلام، الحيوانات المفترسة تقترب وتتعايش مع الحيوانات الأليفة. وهذا يذكّرنا بملكوت السّماء حيث السّلام الحقيقيّ، وفي نفس الوقت يذكّرنا أنّ الله منذ البدء أراد أن يتكلّم مع البشر ويعطيهم النِّعَم في حياتهم على الأرض، وأنّ عوامل الطّبيعة والخلائق كلّها تتآلف لتمجيد اسمه القدّوس".
وتأمّل، وفق ما ذكر إعلام البطريركيّة، بالرّسالة إلى العبرانيّين الّتي تُبرِز "كيف أنّ الله الّذي كلّم الإنسانيّة بطرق مختلفة، كلّمها عندما حان ملء الزّمان بكلمته المتأنّس من مريم العذراء. كلّمنا الله بابنه الوحيد، كلّمنا بهذا الحدث الأعجوبيّ أنّ الله بالذّات يتنازل نحو خليقته بفعل تنازُلٍ واتّضاعٍ رائعٍ وفريد، لأنّ الله غير المحدود والأزليّ والأبديّ والقادر على كلّ شيء يرضى أن يتأنّس ويصبح مثلنا بالطّبيعة البشريّة، وهكذا يتجلّى معنى كلمة عمّانوئيل أيّ الله معنا".
كما توقّف يونان في عظته عند الأوضاع في لبنان والشّرق مع حلول العيد هذا العامّ، وأمل "أن يكون الّذين ننتخبهم حقاً خدّامًا للشّعب، ويتفهّمون مشاكله ومعاناته وأوجاعه وتطلّعاته، ويبذلون كلّ جهدهم لتلبية هذه التّطلّعات. وكأنّ ربنا يذكّرنا دائمًا أنّ يسوع الّذي وُلِد في بيت لحم وعانى الكثير من طرد وتهجير واضطهاد، هو مثالنا في هذه الحياة الأرضيّة، لأنّنا على هذه الأرض في مشوار نحو سعادة الملكوت السّماويّ"؛ وسأل الله أن يقوّي هذا الشّعب ويبقى ثابتًا في الإيمان مهما كانت العواصف عاتية، وطلب من طفل المغارة أن يحلّ أمنه وسلامه في لبنان والشّرق والعالم.