يونان يشارك في جلسة مسكونيّة ويزور أفرام الثّاني ويترأّس القدّاس في دمشق
خلال الجلسة، توجّه يونان بكلمة "عبّر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا اللّقاء الأخويّ، مستذكرًا قول الرّبّ يسوع "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون هناك في وسطهم"، منوّهًا إلى الحاجة "إلى إظهار هذه الوحدة من النّاحية الرّاعويّة ومن ناحية خدمة المحبّة، كي نُبرِز للعالم شهادتنا للإيمان والوحدة بالرّبّ يسوع"، مشيرًا إلى "أنّ الغربيين يتساءلون ولا يفهمون التّنوّع والتّعدّديّة الّتي تمتاز بها كنائسنا المشرقيّة، فنؤكّد لهم باعتزاز بأنّنا والحمد لله تقدّمنا كثيرًا في طريق هذه الوحدة، الّتي وإن لم تكن منظورة، فوحدة النّفوس والقلوب موجودة، حتّى نصل إلى اليوم الّذي يحقّق لنا فيه الله هذه الوحدة المنظورة الكاملة".
وأنهى شاكرًا "البطاركة الأرثوذكس والوفود المرافقة لهم على مشاركتهم في هذا اللّقاء الأخويّ"، ضارعًا إلى الرّبّ يسوع "كي يؤهّلنا أن نتمّم على الدّوام مشيئته، ليس فقط بالقول إنّنا واحد، بل بعيش الوحدة حقًّا قولاً وعملاً".
كما أعرب الآباء البطاركة عن فرحهم وسرورهم للمشاركة في هذا اللّقاء معًا، كاثوليك وأرثوذكس، والّذي يشكّل علامة شركة أمام المؤمنين، وبارقة أمل بأنّ خدّام الكنيسة يجتمعون ويهتمّون بشؤون أبنائهم الموكَلين إلى رعايتهم، ومنوّهين بضرورة القيام بأعمال مشتركة لدعم المؤمنين ومساندتهم في هذه الأيّام الصّعبة.
عصرًا، زار يونان البطريرك أفرام الثّاني في مقرّه البطريركيّ في باب توما- دمشق، يرافقه المطران يوسف عبّا والمونسنيور حبيب مراد والأب كريم كلش، بحضور المطران يوسف بالي والأب الرّبّان أندراوس بحّي.
خلال اللّقاء، تناول البطريركان الأوضاع العامّة في بلدان الشّرق الأوسط، وما يعانيه المؤمنون من جرّاء الأزمات، وما تقوم به الكنيسة لمساندتهم. وتطرّقا إلى اللّقاء المزمَع عقده لبطاركة الكنائس ذات التّراث السّريانيّ في الشّرق الأوسط، وأبرز المواضيع الّتي سيتناولها، لما فيه تعزيز العلاقات بين هذه الكنائس، وإبراز غنى التّراث السّريانيّ العريق. كما استعرضا أبرز نشاطاتهما وزياراتهما الرّعويّة.
أمّا مساءً، فترأّس يونان القدّاس في كنيسة سيّدة فاتيما- حيّ القصور، بعد انتهاء أعمال التّرميم والتّجديد فيها.
شارك في القدّاس لفيف من الإكليروس والعلمانيّين.
وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب يونان عن فرحه بالقيام بهذه الزّيارة الأبويّة إذ أنّ "ربّنا أعطانا هذه النّعمة أن نكون بينكم في هذا المساء لكي نترأّس ذبيحة القدّاس الإلهيّة في هذه الكنيسة المسمّاة على اسم عذراء فاتيما، والّتي تجلّت بحلّة جديدة في التّرميم والإضاءة والأيقونات، تعبيرًا عن إيمانكم وغيرتكم الكنسيّة وتمسّككم بتراث الآباء والأجداد، طالبين الشّفاعة من الأمّ السّماويّة مريم العذراء الّتي هي أمّنا. في هذا الأسبوع احتفلنا بأحد زيارتها إلى نسيبتها أليصابات، مريم العذراء حملت يسوع إلى نسيبتها، وهذه النّسيبة أليصابات، بإلهام من الرّوح القدس، اعترفت وأقرّت بأنّ مريم هي المنتخَبة الّتي أعدّها الله بنعمة خاصّة كي تكون والدة الكلمة الإلهيّ، ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح".
ونوّه إلى أنّنا "في هذه المناسبة نودّ أن نشكر مؤمنًا قام بكلّ ما يستطيع كي تتجلّى هذه الكنيسة بهذه الحلّة الجميلة، وهو يعلم أنّ كلّ مؤمن مدعوّ كي يكون علامة شهادة لنعمة الرّبّ أينما كان، فتبرّع بكلّ سخاء كي يجعل هذه الكنيسة جميلةً أكثر فأكثر، هو السّيّد نقولا رحّال الّذي كان معنا تلميذًا في إكليريكيّة دير الشّرفة".
ولفت إلى أنّ "الرّبّ يسوع يذكّرنا أنّه هو الّذي يدعو تلاميذه كي يسيروا وراءه، منذ يومين احتفلنا بعيد القدّيس أندراوس، أحد الرّسل الإثني عشر، ونحن نعرف أنّ يسوع اختار التّلاميذ وليس هم اختاروه. وفي إنجيل اليوم، سمعنا أنّ الرّبّ يسوع يدعو، لكنّ بعض النّاس يظنّون أنّ يسوع يهدف إلى الجذب إلى القوّة والسّلطة والمال كي يتنعّموا معه ويستفيدوا منه، مثل ذاك الّذي قال له أتبعك، بعدما رآه يصنع العجائب والجميع يتجمّعون حوله. فنبّهه يسوع إلى أنّه مخطئ في الاختيار، لأنّه اعتقد أنّ يسوع جاء كي يصبح غنيًّا ويغني الّذين معه أيضًا."
وأشار إلى أنّ "الرّبّ يسوع ليس لديه مكان ينام فيه أو وسادة يسند إليها رأسه، لأنّه كان دائمًا يتجوّل في تلك الأراضي، الجليل والسّامرة واليهوديّة، وقد دعا يسوع شخصًا آخر وهو يعرف جوابه مسبقًا، إذ قال له: دعني أذهب أوّلاً وأدفن أبي، ثمّ آتي إليك وأتبعك. فيجيبه يسوع بهذه العبارة الّتي أضحت مثلاً: دع الموتى يدفنون موتاهم، أمّا أنت فتعالَ اتبعني، بمعنى أنّه يجب أن يكون لديك التّجرّد حتّى من هذه العلاقة الّتي تربطك بأهلك، ولا نعلم ما كانت الغاية من بقائه كي يدفن أباه، هل يا تُرى كان أبوه مريضًا، أو أنّه كان ينتظر أن يرث أباه، لكنّ هذه العبارة تذكّرنا أنّه يجب أن تكون للرّبّ تعالى الأولويّة في حياتنا".
وتحدّث عن "الأيّام الصّعبة والمعاناة الّتي يعيشها غالبيّة النّاس، وبالأخصّ الأبرياء الّذين يعانون في هذا الوقت الصّعب، سواء هنا في سوريا أو في العراق أو في لبنان وفي بلدان الشّرق الأوسط. والرّبّ يسوع يدعونا كي نعيد تجديد أمانتنا له، ونقرّ أنّه هو يملك حياتنا، وهو يرافقنا مهما كانت الصّعوبات، والعذراء أمّنا هي الشّفيعة القديرة لدى ابنها كي تساعدنا وتساعدكم أنتم هنا مهما كانت الظّروف الحياتيّة الّتي تعيشونها، كي تبقوا أمناء للرّبّ وأمناء للكنيسة وأمناء للوطن. هذا ما نسأله من الرّبّ بكلّ ثقة، لأنّه سيبقى وحده رجاءنا الّذي لا يخيب".
وفي نهاية القدّاس، منح يونان المؤمنين البركة الرّسوليّة، مباركًا الكنيسة بحلّتها الجديدة البهيّة، وشاكرًا الآباء الكهنة والمؤمنين ولاسيّما الغيارى الّذين تعبوا في إنجاز أعمال التّرميم والتّجديد، سائلاً الله أن يفيض عليهم وعلى عائلاتهم نِعَمَه وعطاياه.