لبنان
30 آب 2021, 07:50

يونان يدعو لتجديد الثّقة بالرّبّ في عيد الطّوباويّ فلابيانوس ملكي

تيلي لوميار/ نورسات
أحيا دير سيّدة النّجاة- الشّرفة عيد الطّوباويّ فلابيانوس ميخائيل ملكي الّذي استشهد في العصور الحديثة، في أبرشيّته في جزيرة ابن عمر في تركيا الواقعة اليوم عل نهر دجلة، وذلك خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، على مذبح كنيسته، شارك فيه لفيف من المطارنة والإكليروس، وجمع من المؤمنين.

في موعظته بعد الإنجيل المقدّس، توقّف يونان عند سيرة الطّوباويّ الّذي "كان يدرك، منذ بداية الاضطهادات والفظائع الّتي ارتكبها العثمانيّون في أوائل القرن العشرين، أنّه سيحين دوره للاستشهاد. لذلك لم يكن يطلب أبدًا مجده ومنفعته... بل مجده تعالى، وإعلاء شأن كنيسته... الموت ولا مخالفة الطّاعة."  

ولفت إلى أنّ "هذا المطران الشّهيد عاش أسقفيّته الّتي لم تدم أكثر من سنتين ونصف، لأنّه رُسِم مطرانًا هنا في بيروت في كاتدرائيّتنا، كاتدرائيّة مار جرجس في الخندق الغميق، مع المطران جبرائيل تبّوني (البطريرك بعدئذٍ) عام 1913، واستُشهِد شهيدنا البارّ بعد سنتين ونصف"، وأكّد على أنّ "لنا هذا الإيمان القويّ أنّ شهداءنا الأبرار الّذين قدّموا ذواتهم حبًّا بالرّبّ يسوع، معلّمهم ومثالهم في الفداء، هم حقيقةً في الملكوت السّماويّ. نفتخر بهم، ونطلب شفاعتهم، ونحاول كلّ جهدنا كي نبقى أمناء للرّسالة الّتي قبلوها هم على نفسهم."

وأشار إلى أنّه "كان بإمكان المطران الشّهيد أن يهرب، لأنّ الاضطهادات كانت قد بدأت قبل أشهر، لكنّه ظلّ في أبرشيّته، وقُتِل ورُمِي جسده في نهر دجلة، ولم يبقَ لنا منه سوى التّاج الأسقفيّ الّذي كان يحمله، فأضحى لنا الذّخيرة الوحيدة منه. وحين احتفلنا بتطويبه في هذا الدّير قبل ستّ سنوات، وزّعنا صورًا وجزءًا من القماش الّذي كان قد وُضِع على هذا التّاج- الذّخيرة، لأنّه للأسف لم يبقَ لنا أيّ ذخيرة أخرى منه، إذ قد رموه في نهر دجلة، وقضوا على كلّ ما كان لديه في أبرشيّته".  

وأكّد يونان للمناسبة على كون الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة "كنيسة شاهدة للإنجيل، وشهيدة محبّة بالرّبّ"، فقال: "تعرفون جيّدًا ماذا يجري في كنيستنا اليوم، سواءً في العراق أو في سوريا، واليوم وللأسف الشّديد في لبنان، هذا البلد الّذي كنّا نعتقد أنّه سيبقى ملاذًا آمنًا، بعدما مرّ بصعوباتٍ وأزماتٍ وحروبٍ، وأنّه سيبقى المأوى والملجأ للمسيحيّين."  

ودعا بالتّالي الجميع إلى تجديد ثقتهم بالرّبّ مهما كانت الآلام والضيقات، سائلاً في الختام "الفادي الإلهيّ أن يثبّت رجاءنا مهما كانت الظّروف الّتي نعيشها، ويقوّي فينا المحبّة والأمانة لدعوتنا، أكانت أسقفيّةً أو كهنوتيّةً أو رهبانيّةً أو أكنّا مؤمنين علمانيّين، لإعلاء مجده تعالى ورفع شأن الكنيسة. فنحن مدعوّون، ليس فقط أن نشهد للإنجيل بالكلام، بل أن نكون مستعدّين كي نقدّم ذواتنا قربانًا لمحبّته تعالى، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النّجاة، والطّوباويّ مار فلابيانوس ميخائيل الشّهيد، وكذلك مار يوحنّا المعمدان الّذي نحتفل اليوم بحسب طقسنا بتذكار قطع رأسه واستشهاده، وجميع القدّيسين والشّهداء".